صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قومي اسلامي محله ، ومصدر ذلك كله تلك الشرارة التي انطلقت فلمعت في آفاق نجد فأنارت السبيل أمام أبناء مصر والشام وشقت أمامهم الطريق .

لقد كانت سلسلة احداث متشابكة الحلقات، وثيقة الارتباط، شهدها العرب في مصر والشام خلال تلك المرحلة ، ولولاها لما كانت هذه النهضة القومية الكبرى التي شملت العالم العربي كله في هذا القرن ، وأنشأت له هذه الدول التي تملأ الرحاب ، وتهز اعطاف كل عربي وتملأه عزة وافتخاراً ، والاحداث دائم تبدأ صغيرة ثم تكبر وتنمو وتؤلف كلًا واحداً ، وثيق الصلة، متين الارتباط. لقد ظهرت والنضال على أشده في قلب نجد بين انصار الدعوة وخصوما حركة قومية في فلسطين (سنة ١١٧٠ – ۱۱۸۰) قادها الشيخ ظاهر العمر فقاتل الترك وهزمهم وسيطر على صيدا وطبريا ويافا وعكا وغزة ونابلس أي على فلسطين الشمالية والوسطي .

والى جانب هذه المعركة التي تدور في فلسطين، كانت هنالك حركة اكبر تتمخض عنها مصر بدأت سنة 1169 بخلع نير الترك والغــاء السيادة العثمانية ، فتسلم علي بك ، كبير الماليك زمام السلطة وتفرد بالحكم، واضعاً نصب عينيه احياء دولة المماليك القديمة وبعنها بمثا جديدا

وأعد هذا حملة عسكرية تضم ثلاثة الاف جندي ومعها 30 مدفعاً وأرسلها الى الحجاز فنزلت في جدة ثم تقدمت الى مكة فدخلتها بدون مقاومة تقريباً وأقالت الشريف أحمد بن سعيد اميرها وأبدلته بآخر اسمه الشريف حسين بن بركات وأبقت لديه حامية عسكرية .

وسجل الشيخ عثمان بن بشر صاحب كتاب تاريخ نجد هذا الحادث باقتضاب فقال وهو بورد اخبار سنة ١١٨٤ ان محمد بك أبا الذهب (نائب وزير مصر علي تاريخ الدولة السعودية (۲) - ۱۷ - -