والمعدات، فانتعش وشدد الضغط على الدرعية وسكانها، وأعلن الامان لكل من يخرج منها وينضم اليه. وقتل في هذه المدة فيصل بن سعود فعل محله شقيقه تركي في قيادة خندقه.
وتتابعت المعارك، فيوماً يحمل هؤلاء، ويوماً أوائك، وأخيراً اشتبكا بمعركة كبيرة جنوبي الدرعية قتل فيها كثيرون.
ودارت معارك عنيفة في قرى عمران شرقي البلد. ثم ان آل دغيثر واهل الناحية الشمالية، حملوا على مدفعية المصريين وأرادوا جر بعضها فوجدوه مربوطاً بسلاسل الحديد.
وطال أمد الحصار، وارتفعت أسعار الزاد، ونفذ المدخر فغادر الدرعية كثيرون من ابنائها وغيرهم فشجع ذلك المصريين فزادوا الضغط واخترقوا خط الدفاع الثاني من جهة المشيرفة وواجهوا الدرعين من امامهم وخلفهم فتفرقوا وجاء كل منهم إلى منزله واحتمى فيه.
حرب الشوارع
وانتقلت الحرب بعد ذلك إلى الشوارع وطبق ابناء الدرعية في النصف الأول من القرن الماضي، هذا الضرب من ضروب القتال الذي يزعمون أنه من مبتكرات هذا القرن، فقاتلوا المصريين في الشوارع وأمام الدور، وفي داخل المنازل، وفي كل مكان.
وانتقل الامام عبد الله بعد ان اشتد الضغط من برج سمحان الى قصره في الصريف، تاركاً مخيمه ومدافعه وثقله في مكانه فنزل الباشا في محله وسلط مدفعيته على باب الظهيرة وخربه بعنف. وانتشر المصريون في السهل ودخلوا البيوت فثارت ثائرة عبد الله بن الشيخ محمد عبد الوهاب فاستل سيفه وانتدب اهل النخوة والحمية فاجتمع عليه أهل البجيري وقاتلوا اصدق قتال وردوا المصريين بعد أن قتلوا منهم الكثيرين.