معارك الدرعية
ومشى بعد ذلك الى الدرعية، فقاومته أصدق مقاومة.
ووصف الشيخ عثمان بن بشر مجزرة الدرعية، وهو من الذين عاصروا تلك الاحداث، وصفاً مؤلماً تقشعر لهوله الابدان، فقد تقنن المهاجمون في ارتكاب الجرائم واقتراف الفواحش والآثام، تفنن النجديين في البطولة والشجاعة والتضحية وبذل النفس في سبيل العزة والكرامة.
ونحن نقتبس بعض ما قاله وأورده، تذكرة وعبرة، واستيفاء للبحث، قال: «في يوم الثلاثاء ٣ جمادي الأولى سنة ١٣٣٣، تقدم جيش ابراهيم من ضرمي الى الدرعية بطريق وادي حنيفة.
وكان الامام عبد الله قد رتب جموع أهل الدرعية ومن كان لديه من اهل الآفاق، فقد لجأ كثيرون من اهل المدن النجدية التي استولى عليها المصريون الى الدرعية فراراً من ظلمهم حتى اكتظت بهم، فرتبهم في بطن الوادي وعن يمينه وشماله، وأقامهم خارج السور وبين النخيل. وكان فيصل بن سعود وأخواه ابراهيم وفهد في بطن الوادي تجاه المعسكر المصري ومعهم ثلاثة مدافع. ووقف على يمينهم في الجانب الشمالي فوق تلك الجبال، سعود بن سعود وأخوه تركي على شاطيء الشعيب المعروف بـ «المغيصبي» ومعهما عدد من أبناء الدرعية وغيرهم، ويليها عبد الله بن مزروع صاحب منفوحة ومعه عدد من ابناء مدينته