معركة بسل
واضطرب محمد على لهذه الانكسارات المتوالية يصاب بها جيشه، ولهذه الهزائم المتتابعة تنزل بالحملات التي يوجهها، فأرسل الى نائبه في القاهرة، بأمره بارسال نجدات قوية مع كمية كبيرة من الذهب، فقد جرى منذ بلوغه الحجاز، وكانت هذه نفس طريقة نجله طوسون، على توزيع المال والهدايا بكثرة على شيوخ القبائل في الحجاز وعسير لكي تنفض من حول السعوديين وتنضم اليه، وقد استعان ببعض السماسرة والعملاء فأدرك نجاحاً يفوق ما ادر كه في ميادين القتال.
وقدرت النجدات التي وصلته من مصر بسبعة آلاف مقاتل مجهزة بكميات كبيرة من المدافع والاسلحة ضمها الى ما كان لديه من بقايا الحملات والى ما جمعه له شريف مكة الجديد محمد بن عبد المعين بن عون من رجال القبائل الحجازية والنجدية فأرسلها الى تربة باعتبارها الطريق الوحيد الى قلب نجد.
والتقى الجيشان في وادي (بسل)1، في مستهل سنة ١٢٣٠، وكان الجيش السعودي بقيادة فيصل بن سعود شقيق الامام، والجيش المصري بقيادة محمد علي نفسه، واستمرت المعركة من الصباح الى المساء وانتهت بانتصار الجيش المصري واستيلائه على تربه ورنيه وبيشه، وكان هذا اول انتصار بناله منذ ابتداء الحرب. واقتنع محمد علي بهذا النصر وقفل على الأثر الى القاهرة، بعد أن زال الخطر الذي كان جدد جيشه وقواه وبعد أن فتح امامه الطريق إلى قلب نجد.
- ↑ واد يقع على الطريق بين تربة والطائف وهو الى هذه أقرب.