الحرب في تهامة وعسير
وأول معركة نشبت في عهد الامام عبد الله، هي معركة والسراة، فقد أعد محمد علي من مقامه في مكة، حملة زحفت من الطائف (شوال سنة ١٢٢٩) وتربة وجهتها، ولما بلغت أودية قبيلة زهران في السراة، حمل عليها طامي بن شعیب امير عسير، فهزمها.
ورأى محمد علي، ان ينقل ميدان القتال الى تهامة وعسير، وكانتا خاضعتين للدولة السعودية، يحاول ان ينال نصراً في هذا الميدان بعد ان اعجزه نيله في الميدان الاصلي، فأعد حملة أبجرت في شهر جمادي الآخرة سنة ١٢٢٩ من جدة الى ثغر القنفذة وكان تابعاً للدولة السعودية، الى جانب حملة برية زحفت براً.
وكان في القنفذة حامية من ابناء عسير تتألف من ٥٠٠ مقاتل استسلمت بدون قتال لأنها أخذت على غرة. ووصل النبأ الى طامي بن شعيب وكان في طريقه الى مكة لمنازلة المصريين، فبدل طريقه وذهب إلى القنفذة يقود جيشاً كبيراً قالوا انه كان يتألف من ثمانية آلاف مقاتل.
واخذ هذا الجيش قوات مصر على حين غمرة وفتك بها فتكاً ذريعاً وغنم كل ما كان لديها من أسلحة ومعدات، ونجا الذين ظلوا أحياء من رجالها بالتجائهم الى السفن التي جاؤا عليها فعادت بهم إلى جدة.
وهكذا سجل المصريون فشلاً جديداً في هذا الميدان اضيف الى الفشل الذي حاق بحملاتهم الأولى.