وزلزلت نفوذ محمد علي وأفرحت خصومه واعداءه، فاندفع في تأليف حملة جديدة (الحملة الثالثة) وقادها بالذات وجاء على رأسها إلى جده فبلغها في سنة ١٢٢٨ (شهر اغسطس سنة ۱۸۱٣) وذهب على الفور الى مكة منادياً بأنه ينوي انهاء الحرب، فلا تكون مصدر قلق واضطراب لحكومته.
وأصدر بعد شهرين من وصوله، وبعد أن درس الحالة عن كتب درساً وافياً، أمراً باعتقال الشريف غالب بن مساعد (شريف مكة) لارتيابه في اخلاصه مع ما كان يبذل في خدمة جيشه، وأرسله منفياً إلى مصر ومنها أرسل إلى سلانيك ومات فيها، ولم يكتف باقصائه ونفيه، بل نقل الامارة الى فرع آخر من فروع الاشراف، فجعلها في آل عون واختار لها الشريف محمد عبد المعين بن عون، جد الأسرة المالكة في الاردن اليوم، وفي العراق والحجاز سابقاً، وكانت الشرافة من قبل في ذوي زيد يتوارثونها خلفاً عن سلف.
وفاة الامام سعود
ولحق الامام سعود بالملأ الأعلى ، ليلة الاثنين ۱۱ جمادي الاول سنة ١٢٢٩ اثر مرض بالحمى ، فأطبق عينيه وكفة جيشه ما تزال راجحة ، وحالة بلاده وشعبه على خير ما يرام ، فضى راضياً مرضياً بعدما كتب أبجد الصفحات في تاريخ الجهاد ، وحسبه ان عهده هو العهد الذهبي لدولة آل سعود الأولى