صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

توفيت في شرخ شبابها. عني أبوها بتربيتها وتخرجت بأرقي مدارس البنات الأميرية فنالت شهاداتها المختلفة. ثم انتدبت إلى تعليم الفتيات فامتازت به ثم حاولت الكتابة والتأليف فبرعت بهما. ولما زوجها والدها من أحد شيوخ العرب المقيم بجوار الفيوم عبد الستار بك الباسل جمعت بين حضارة المدن والبادية فكان ذلك سببا لتسميتها بباحثة البادية. وقد صنفت كتبا بحثت فيها عن كل الأحوال النسائية كتربية البنات وأوصاف المرأة والزواج والحجاب والسفور. ونظمت القصائد وتفننت في الكتابات الأدبية والاجتماعية. وقد جمعت كتابات ملك هانم في كتاب عنوانه النسائيات. وقد عرفت هذه السيدة باعتدالها في المسائل النسائية فكانت تذهب في ذلك مذهبا وسطا بين القديم والحديث بناء على قول المثل (خير الأمور أوسطها) وقد صنفت الآنسة الأديبة مي كتابا في وصفها سبق لنا الكلام فيه (المشرق 18 (1920) : 716) وبعد وفاة السيدة (ملك هانم) بسنة تبعها إلى الأبدية في 26 شباط 1920 والدها (حفني بك ناصف) في نحو الستين من عمره. كان تخرج في أشهر مدارس القاهرة كالأزهر ودار العلوم ودار الحقوق الخديوية ثم عهد إليه التدريس فيها وعين مدرسا في مدرسة الخرس والعميان فلبث فيها أربع سنوات وألقى دروسا في الجامعة المصرية جمعها في (كتاب تاريخ اللغة العربية) . ومما ألفه لما حضر مؤتمر المستشرقين في أوربا كتابه في لهجات العرب الذي أصاب لديهم استحسانا. واشتغل بالقضاء وفي مركز مفتش المعارف. ونشر القرآن في المطبعة الأميرية (بحسب قواعد الإملاء) فمدحه لفعله كثيرون وقدح فيه آخرون. وكان حفني بك يحسن الكتابة نثرا أو شعرا ومما قاله قبل وفاته:

أتقضي معي إن حان حيني تجاربي ... وما نلتها إلا بطول عناء

إذا ورث المثرون أبنائهم غنى ... وجاها فما أشقى بني الحكماء

وفي نيسان 1920 توفى الدكتور (محمد توفيق صدقي) المولود في السنة 1881. درس العلوم في القاهرة ونال شهادة الدكتورية بعلم الطب له في المسائل الطبية أبحاث حسنة منها مقالة في ماء النيل ومضاره. ثم تخصص بالمسائل الأدبية والدينية والاجتماعية فكتب في الإصلاح الإسلامي ورد على الماديين وله تأليف سماه الدين في نظر العقل