صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

واللبيبُ اللبيب من خاف يوماً ... واتقى الله في جميل الفعالِ

وانتحى توبةُ إذا زل يرجو ... في زوال الحياة حسن المآلِ

وفي معظم جلبة الحرب العمومية ودع الحياة أحد وجوه نصارى بيروت الطيب الذكر (المركيز موسى دي فريج) توفاه الله في 17 أيار 1916. درس في مدرسة اليسوعيين في غزير اللغات ومبادئ العلوم ثم تعاطى التجارة وحصل على ثروة واسعة وكان من أنصار الآداب والعلم مع تأصله في روح الدين. عدته الجمعية العلمية السورية المنشأة في أواسط القرن التاسع كأحد أركانها. له في نشرتها المطبوعة خطب وقصائد ومقالات أدبية

وفي العام التالي في 8 تشرين الأوَّل 1917 خسر العراق أحد كهنته الأفاضل المعروفين بنشاطهم في خدمة التاريخ والعلوم الدينية (القس بطرس نصري الكلداني) الذي سبقت ترجمته في المشرق (21 (1923) : 657 - 660) كان مولده في الموصل سنة 1861 وتخرج تحت نظارة أرباب طائفته ثم في مدرسة انتشار الإيمان في رومية. ولما رجع إلى الموصل تخصص لخير مواطنيه بكل الخدم الكهنوتية ولا سيما بالتعليم والتأليف فدرس العلوم الدينية العليا في المدرسة البطريركية الاكليريكية وصنف كتباً عديدة في اللاهوت والفلسفة والتاريخ تجد جدولها في آخر ترجمته

وممن كان حقهم أن يذكروا في هذه الحقبة الثانية من القرن العشرين فذكرناهم سابقاً في عداد ذوي القرن التاسع عشر (المعلم سعد العضيمي) نشر سنة 1872 ديواناً مدح فيه أعيان ذلك الزمان وذكر حوادثه فنقلنا قطعاً عنه في الطبعة الأولى من الآداب العربية في القرن التاسع عشر (ص 50 - 51) وقد عاش زمناً طويلاً حتى بلغ العشر الثاني من القرن العشرين