صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نحو أربعين سنة برها بكل حكمة وجهزها بالأبنية العلمية والأدوات والمتاحف التي جعلتها من أكبر معاهد العلم في سورية بل في كافة الشرق لم نأخذ عليها سوى تربية طلبتها على المبادئ البروتستانية التي دفعت كثيرين منهم إلى التحرر من تعاليم الدين.

(الاسبانيون. الإيطاليون. الروسيون) أسفت إسبانية في ٦ ت٢ ١٩١٧ على فقد شيخ علمائها المستشرقين الدكتور دون فرنسكو كوديرا إي زيدين (Fr. Codera y Zaidin) الذي ولد في ٢٣ حزيران ١٨٣٦ ودرس الآداب العربية على المستشرقين كاتلينا (S. Catalina) ودي غاينغوس (P. de Gayangos) فبرع فيها وتعين مدرسا للغة العربية في جامعة مدريد سنة ١٨٧٩. رحل إلى تونس ومراكش والجزائر فبحث عن المخطوطات الشرقية وسعى بجمع المصكوكات العربية الإسبانية القديمة فوصفها بكتاب كبير. ومن منشوراته الجزيلة الفائدة مجموعة (المكتبة العربية الإسبانية) فنشر عشرة أجزاء منها تتناول تاريخ إسبانية العربية وعلمائها لابن بشكوال وابن الفرضي وابن أبار وأحمد الضبي فكان له الفضل في النهضة الأدبية للدروس الشرقية في وطنه. فتخرج عليه عدة تلامذة قدموا له يوم يوبيله الذهبي سنة ١٩٠٢ مجموعة لطيفة ضمنوها عددا عديدا من الآثار العربية. وقد جمع هو في مجلد كبير مقالات له متفرقة عن تاريخ العرب وآثارهم فنشرها على حدة.

أما (الإيطاليون) فرزئوا بأحد أساتذة الكلية اليسوعية الرومانية الأب هنري جسموندي (H. Gismondi) معلم اللاهوت في مدرستنا بيروت مدة عشر سنوات عني بدرس اللغتين السريانية والعربية فنشر فيهما تآليف مختلفة منها كتابه في أصول اللغة السريانية مع منتخبات ومعجم. ومنها نشره لمقامات عبد يشوع الصوباوي مع ترجمتها إلى اللاتينية والقسم الثاني من قصائد القديس غريغوريوس بالاسطرنجلي وطبع في رومية تاريخيين عربيين من تواريخ الكلدان: أخبار فطاركة كرسي المشرق لعمرو بن متى من كتاب المجدل (١٨٩٦) وتاريخهم لماري بن سليمان (١٨٩٩)

وكذلك الروسيون فقدوا في هذه الحقبة الأستاذ داود كفولسون (D. Chwolson) توفى في بطرسبورج في ٦ نيسان ١٩١١ وكان مولده في ١٠ ك١ ١٨٢٠. كتب في مجلة أكاديمية بطرسبورج مقالات عديدة عن الشرق. ومن تآليفه ما نقله