صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(الإنكليز والأميركيون) نعي إلينا في شهر آذار ١٩١٧ أحد أصحابنا الإنكليز العلامة أميدروس (H. F. Amedroz) المولود سنة ١٨٥٤. تخرج على آداب وطنه وتقلده فيه عدة أعمال ثم تفرغ لدرس العربية ومخطوطاتها فكان أحد كتبة المجلة الملكية الآسيوية الإنكليزية. وغيرها من المجلات. ومما خدم به الشرق العربي كتابان من أجل كتب التاريخ نشرهما في مطبعتنا الكاثوليكية: الأول تاريخ الوزراء لأبي الحسن الهلالي الصابئ مع الجزء الثامن من تاريخ آخر له (سنة ١٩٠٤) والثاني ذيل تاريخ دمشق لأبي يعلي حمزة ابن القلانسي (١٩٠٨) مضيفا إليهما خلاصتهما بالإنكليزية وحواشي واسعة وفهارس جليلة.

وفي ١٤ نيسان سنة ١٩١٧ فجعت جامعة برنستون في الولايات المتحدة برجل من متقدمي علمائها الدكتور برونوف (R. F. Brunnow) الذي أفادنا كثيرا بمطبوعاته العربية. نخص منها بالذكر كتاب الموشى لابن إسحاق الوشاء طبعه في ليدن سنة ١٨٨٦ وكتاب الاتباع والمزاوجة لابن زكريا ومنتخبات مدرسية ولا سيما الكتاب الحادي والعشرين من الأغاني الذي يفضل كثيرا على الطبعة المصرية. وقد اشتغل في وصف الآثار العربية وكان أحد المتولين لحفريات حوران مع أساتذة جامعة برنستون فوصفوا ما اكتشفوه بمجلدين ضخمين غاية في الحسن مع خارطة مدققة من رسمه الخاص.

ومنيت الكلية الأميركانية في بيروت في ٢٨ أيلول ١٩٠٩ بأحد معلميها الأفاضل الدكتور جورج بوست (G. Post) الذي أنشأ مع الدكتور كورنيليوس فانديك ويوحنا ورتبات سنة ١٨٦٧ مدرستها الطبية فخدمها نيفا وأربعين وسنة بكل همة وتعاطى الطب والجراحة في بيروت ولبنان. وكان تعمق في درس العربية وبها أنشأ كتبه الطبية في الجراحة وغيرها. وكان مولعا بعلم النبات له فيه تأليف كبير بالإنكليزية والعربية فوصف نبات سورية وفلسطين وشبه جزيرة سينا متجشما لجمع حشائشها أسفارا شاقة.

وفي أبان معمعان الحرب في ٢٨ تموز سنة ١٩١٦ رحل إلى الأبدية ركن آخر للكلية الأميركية الدكتور دانيال بلس (D. Bliss) الذي قدم بيروت سنة ١٨٥٦ فكان له اليد الطولى في إنشاء مدرستهم الكلية سنة ١٨٦٦ وبقي رئيسها