صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1870 لم تشأ أن تنفصل عنه وبقيت تخدم الجيش بقربه ثم تجشمت معه الأسفار إلى العراق والعجم متنكرة بلبس الرجال وتولت معه الحفريات الأثرية ووصفت كل ذلك بقلمها السيال في عدة مجلدات تهافت على مطالعتها أهل وطنها

ومن مشاهير المستشرقين الذين أسفت الآداب الشرقية على وفاتهم في أيام الحرب في 21 ك1 1917 العالم الموسوي يوسف هالوي (J. Halevy) مولود أدرنه في السنة 1827 ثم دخل فرنسة وتخرج في العلوم الشرقية فأصبح أحد أساطينها المعدودين. وكان يتقن العبرانية والعربية والحبشية انتدبته الحكومة الفرنساوية لجمع الكتابات الحميرية في جنوبي العرب فساح إليها وجاء بمجموعة كبيرة منها عني بنشرها. ثم عاد فطاف بلاد اليمن ودخل نجران وقدم إلى الشام وسعى بتفسير كتابات الصفا فكان أول من كشف رموزها. وقد نشر في باريس مجلة الدروس اليهودية فأدارها نيفا وثلثين سنة

وقبل نهاية الحرب بزمن قليل ودع الحياة أحد كبار المستشرقين الفرنسويين المسيو غستون مسبيرو (G.. Maspero) الذي قضى نحو أربعين سنة في مصر صارفا قواه في نشر آثارها ووصف تواريخها وآدابها وكشف أسرارها متوليا لكثير من حفرياتها الغامضة فصنف فيها المصنفات الممتعة التي تدل على سعة معارفه بكل أمور الشرق منها كتابه الجميل في تاريخ الشعوب الشرقية القديمة. توفى في 30 حزيران سنة 1918. وكان سبقه إلى القبر ابنه جان (J. Maspero) في 18 شباط سنة 1915 الذي كان يتأثر آثار والده فنشر كتابا حسنا في فقه قدماء المصريين. وقع في ساحة الشرف دفاعا عن وطنه

وفي أثناء الحرب أيضا منيت رسالتنا بوفاة ثلثة من عملتها الفرنسويين أحدهم الأب فردريك بوفيه (Fred. Bouvier) كان سكن عدة سنين في كليتنا وعلم فيها البيان ثم علم التاريخ وفي ديرنا في غزير وألف كتابا مستطابا مدققا في تاريخ سورية من أوائل تاريخ الميلاد إلى عهدنا طبعه على الحجر فلم يسمح له الوقت بطبعه على الحروف إذ قتل في ساحة الشرف في 18 أيلول 1916 وهو ساع بخدمة الصرعى والجرحى. وكان الفقيد مضطلعا بالتاريخ والفلسفة واللاهوت وانتقاد الأديان. ومن آثاره عدة أبحاث أعرب فيها عن حسن نظر من جملتها تاريخ سورية في عهد بني طولون