صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

البليغة. وقد استحسنا له قوله في الشعراء الذين يفسدون شعرهم بالغايات الدنيئة قال:

ليت شعري متى أرى شعراء ... الشرق يوما بفضلهم أغنياء

ورثوا من تقدموهم فنالوا ... شر إرث مذلة وشقاء

بين هجو كالسب أو هو أدنى ... ومديح تعده استجداء

عودوا الذل فالكبير كبير ... فيهم حين يسأل الكبراء

ليس كالمال للقرائح سم ... حين يلهو بيعا بها وشراء

إنما الشعر للنفوس غذاء ... أفسدوه فصيروه هذاء

يتبع الشعر أهله فامتهانا ... وابتذالا أو عزة وإباء

ومن حسن أقواله لما أعلن بالدستور العثماني:

يا أيها الناس حيوا ذلك العلما ... وسبحوا مانح الحرية الأمما

وقبلوا البندقيات التي فضلت ... أقلامنا بعد ما كانت لها خدما

وظاهروا عصبة الأحرار إنهم ... أتوا بما أعجز الأبطال والهمما

ومنها:

وادعوا لمن بعث الدستور من جدث ... بكت عليه عيون العالمين دما

فقد حرمناه ظلما وانقضى زمن ... عليه حتى حسبناه غدا عدما

واليوم جرد سيف الحق صاحبه ... وهاجم الظلم حتى فر منهزما

تعانق الشيخ والقسيس واصطحبا ... من بعد ما افترقا ضدين واختصما

تعانقا في حمى الدستور واتحدا ... ورقرقت رأية التوحيد فوقهما ...

وما أحسن قوله يصف الأوانس المحتشمات:

وفريدة لولا الخما ... ر حياؤها كان الخمارا

تمضي لحاجاتها ولا ... ترنو يمينا أو يسارا

لا سمع تلقيه إلى ... ما قيل سرا أو جهارا

هي واللواتي مثلها ... يفعلن ذاك ولا فخارا

تحسبن تارئة الوجو ... ه على محاسنها شنارا

أولاء ربات الفضا ... ئل قد رفعن له منارا