صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/76

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومنذ انتشبت الحرب الكونية أصيبت الآداب العربية بعدد عديد من أدبائها النصارى الأفاضل. وأول من نعي إلينا المرحوم (عطية بك وهبي القبطي) المولود سنة 1868 والمتوفى في 26 ت2 1914 درس في المدارس الأميركانية والوطنية ثم أشتغل بدرس علم الحقوق في المدرسة الفرنساوية بالقاهرة ونال في باريس إجازة الملفنة. ثم ساح في البلاد الأوربية وحرر أخبار سياحته ثم كتب الفصول الحسنة في جرائد أوربة ومصر عن الأبحاث الفقهية والاقتصادية. وألقى في مؤتمر الآثار الدولي في مصر سنة 1909 محاضرات نفيسة في الفنون القبطية وتولى رئاسة مدارس ملته وعني بأمورها الأدبية وبنشر مآثرها التاريخية. وقد جمع أحد مواطنيه راغب اسكندر الحامي آثاره ومقالاته وخطبه فنشرها سنة 1915 تحت عنوان (الأثر الذهبي للمرحوم عطية بك وهبي)

وكان سبقه إلى الأبدية أديب آخر من ملته (عبد السيد ميخائيل القبطي) منشئ جريدة الوطن في مصر سنة 1877 وصاحب تآليف حسنة في مواضيع أدبية منها كتابه سلوان الشجي انتصر فيه لصاحب الجوائب على الشيخ اليازجي. ومن مآثره رد سريع على كتاب إظهار الحق. توفي في 26 أيار 1914 وكان مولده سنة 1860

وفي السنة 1915 في 19 أيار فجعت أسرة سركيس بوفاة أحد أعيانها (خليل سركيس) الذي له في خدمة الآداب العربية نصيب واف سواء كان في إنشائه لمطبعته الأدبية أم في تحريره لجريدة لسان الحال التي نال امتيازها سنة 1875 فزينها بمقالاته السياسية والأدبية أو أيضا بتآليفه المدرسية والأدبية والتاريخية كسلاسل القراءة وتاريخ القدس الشريف وكتاب العادات ورحلة إمبراطور ألمانية. درس المرحوم في المدارس الأميركانية وعدل إلى مذهب أصحابها. كان مولده في أعبيه في 22 ك2 1842

ومن مناعي أرباب القلم في أيام الحرب الشاعر المفلق (نقولا رزق الله) تخرج في الآداب بالوطن وهاجر إلى مصر واشتهر بالكتابة فأنشأ مجلة الروايات الجديدة ونقل إلى العربية كثيرا من الروايات الفرنسوية وعني بنشرها. وكان يعد بين كبار شعراء العصر وهو غزير المادة وكثير التفنن في شعره يزين نظمه بالألفاظ الحكمية والمعاني