صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بعض المطبوعات وأنشأ الروايات التمثيلية كعاقبة سوء التربية وحكم سليمان. وقد جرى على مثاله ابنه الأديب جرجي أفندي صاحب نسمات الصبا في منظومات الصبا.

وفي السنة 1913 في 7 نيسان توفي أحد وجوه أسرة سرسق الكريمة (جرجي بك دمتري سرسق) ترجمان قنصلية ألمانيا ورئيس الأحرار الماسونيين في بيروت والجاري على سننهم المتطرفة بازاء الدين وأربابه. كان مولده في السنة 1852 وتلقى علومه في المدرسة الوطنية وفي مدرستنا البيروتية القديمة وأتقن العربية على الشيخ ناصيف اليازجي وساعده علمه باللغات الفرنسوية والإنكليزية والألمانية على الاختلاط بوجوه الأوربيين. ومما خدم به الآداب العربية طبعه سنة 1876 لتأليفه تاريخ اليونان عربه عن المؤرخ دوروي الفرنساوي مع بعض إضافات ووضع كتابا في التعليم الأدبي ضاربا الصفح عن التعليم الديني وله مقالات أدبية وتاريخية شتى في جرائد مصر وبيروت ومجلاتهما.

وفي هذه السنة أيضا في 7 آذار 1913 توفي في القدس الشريف الأديب (هبة الله صروف) المولود سنة 1839 في دير البلمند حيث كان أبوه الخوري سبيريديون معلما. درس أولا على أبيه ثم تخرج في مدرستي الروم الأورثذكس في دمشق ثم في القدس الشريف في مدرستها المعروفة بالصلبة. ثم خدم طائفته خدما مشكورة وزار دير طورسينا وتفقد مخطوطاته سنة 1870 ثم أنيط إليه تصحيح المطبوعات العربية في القدس بدعوة البطريرك داميانوس سنة 1899 وبقي هناك إلى سنة وفاته. ومن آثاره كتب دينية كسير بعض القديسين منها سرة القديسين برفيريوس أسقف غزة ويوحنا الكوخي والكسيوس وكتاب الفريضة السنية في الواجبات الكهنوتية. ونشر مواعظ والده تحت عنوان الروض الداني القطوف. وله جغرافية فلسطين ومناهج القراءة.

وفي أيار من السنة المذكورة 1913 فقدت الصحافة العربية رجلا من أساطينها (سليم باشا الحموي) المولود من أسرة أرثوذكسية في دمشق سنة 1843 وفيها تلقن مبادئ العلوم. ولما هاجر مع عائلته إلى القطر المصري أنشأ في الإسكندرية مع أخيه عبد الله أول جريدة يومية سياسة سنة 1873 أشتهر بالكوكب الشرقي. وألحقها بجريدة (الإسكندرية) ثم بجريدة الفلاح التي انتشرت انتشارا واسعا وخولته