صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/73

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

اليازجي وجرى على آثارهما. وأخذ ينظم الشعر مع حداثة سنه ثم استدعي إلى الإسكندرية فكتب في جريدة الأهرام المقالات المستحسنة مع عدة روايات تمثيلية أحرز بها سمعة واسعة. ثم أنشأ جريدة لسان العرب اليومية وحولها بعد مدة إلى مجلة. وقد امتاز بين أدباء زمانه بالتعريب وتأليف الروايات. وشعره من أفضل ما نظمه الشعراء العصريون. وقد روينا له سابقا قصيدته في القمار وفي حريق سوق الشفقة في باريس سنة 1897. وقد طبع ديوانه مرتين في بعبدا سنة 1906 ثم في الإسكندرية بعد وفاته في السنة 1899. دونك مثالا من نظمه قال وقد اقترحت عليه الحكومة المصرية نظم أبيات تكتب على محطة القاهرة:

يا حسن عصر بعباس العلى ابتسما ... حتى الحديد غدا ثغرا له وفما

طرائق في ضواحي القطر تبلغنا ... أقصى البلاد ولم ننقل بها قدما

مصر كصفحة قرطاس بتربتها ... غدا القطار عليها الخط والقلما

أرض بها كان من خصب النيل منتثرا ... حتى أتاها قطار النار فانتظما

لنا غنى عن قطار السحب منسجما ... ولا غنى عن قطار النار مضطرما

يجري بها الرزق في جسم البلاد كما ... يجري دم في عروق الجسم منتظما

محطة هي قلب والخطوط بدت ... مثل الشرايين فيها والقطار دما

مع السلامة يا من سار مرتحلا ... عنا وأهلا وسهلا بالذي قدما

ومن أدباء النصارى المتوفين في السنة 1913 في 8 شباط منها الأستاذ شاهين عطية اللبناني المولود في سوق الغرب سنة 1835 درس في قريته مبادئ اللغة ثم انتقل إلى بيروت فتعلم فيها العلوم اللسانية والمنطقية على الشيخ ناصيف اليازجي والشيخ يوسف الأسير. ثم انقطع إلى التدريس في مدرسة الروم الاورثذكس المعروفة بالثلثة الأقمار سنين طويلة. وتولى تدريس طلبة الكهنوت فتخرج عليه غبطة بطريرك الروم الحالي وعدة أساقفة. وانتدبته الجمعية الفلسطينية إلى تعليم العربية في مدرسة بيت جالا فخدمها 13 سنة وهو لا يزال يثابر على درس العربية ونوادرها وآدابها فنشر ديوان ابن تمام مع بعض تعليقات عليه وكذلك شرح رسائل أبي العلاء المعري شرحا خفيفا قبل أن يتوسع فيه أستاذ العربية في جامعة أوكسفرد العلامة مرغوليوث. ونقح