صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولا يسعنا أن نسكت في آخر هذا الباب عن مساعي فاضلات السيدات في أيامنا إلى ترويج الآداب العربية بين بنات جنسهن في بيروت ومصر والإسكندرية وفي بعض أنحاء أمريكا. وسنذكرهن في البحث التالي إن شاء الله

[البحث الثالث]

نظر خاص في أنصار الآداب العربية حاضرا

كنا عولنا على أن نقف عند هذا الحد ولا نتصدى لذكر الأحياء من أرباب الأدب وخدمة الأقلام لعلمنا كم يصعب الكلام عمن لا يزالون في قيد الحياة إما بالتفريط وأما بالتقصير مع الخطر بنسيان من يستحقون الذكر فتفوتنا أسماؤهم أو أعمالهم. لولا أن بعض الأصحاب ألحوا علينا بكتابة هذا الفصل ليكون كخاتمة لما سبق مستندين على المثل (ما لا يستطاع جله لا يهمل قله) . وإجابة لهذا الملتمس نقسم هذا البحث الأخير إلى أربعة أبواب فنذكر أولا أعمال أرباب الكهنوت لخدمة الآداب العربية ثم نتخطى إلى ذكر أدباء الإسلام حاضرا فنلحقهم بالأدباء النصارى ونختم بذكر المستشرقين

[الآداب العربية بين أرباب الكهنوت]

يسرنا أن نرى في الأكليروس الوطني عالميا كان أو قانونيا همة محمودة في خدمة الآداب العربية (الأحبار الشرقيون) على الرغم من الأعباء الثقيلة التي تهبط مناكب أحبار الطوائف الشرقية تراهم في خطبهم على المنابر وفي الحفلات الرسمية وفي مناشيرهم يراعون كل آداب اللغة لفظا ومعنى. وكثيرا ما تنشر في الجرائد أو في نشرات منفردة هذه الآثار الجليلة فتستوقف نظر القراء ويحبذون قائليها. فلعمري لو جمعت مناشير غبطة البطاركة الإجلاء والسادة الأساقفة في أسفار خاصة لكانت أحسن شاهد على قولنا. وقد أمتاز في ذلك غبطة البطريرك الماروني (مار الياس الحويك) الكلي الطوبى فمناشيره تبلغ نحو ٥٠٠ صفحة. وتقرأ اليوم على صفحات البسير منشور غبطة