صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

متحف باريس وغيرها. وقد نشر كثيرا من تلك الآثار مع العلامة الأب شيل الدومنيكي. وله تاريخ الأرمن وتآليف في عاديات مصر وفي أصول الشعوب وآثارهم السابقة للتاريخ. وقد اعتزل الأشغال في أواخر حياته لما وجد من المعاكسة في بعض زملائه فمات خاملا

وممن نشبت فيهم المنون مخالبها منذ عهد قريب الأستاذ المستشرق (بول كازانوفا) (P. Casanova) الذي توفي في ٢٤ آذار ١٩٢٦ درس اللغات الشرقية في مكتب باريس المختص باللغات الشرقية الحية ونال شهادتها ثم علم العربية وآدابها في جامعة فرنسة سنة ١٩٠٩ بعد أن أسند إليه في مصر بصفة نائب مدير معهد الآثار الشرقية الفرنساوي. وكانت الجامعة المصرية انتدبته ليلقي فيها دروسا شرقية سنة ١٩٢٥ فلم تطل مدته وتوفي وهو مستعد ليأتي إلى بيروت ويحضر مؤتمرها الأثري مع عالم آخر جورج بنديت (G. Benedite) فتوفي كلاهما في أسبوع واحد. وللمرحوم كازانوفا من التآليف ترجمة المقريزي لوصف مصر وترجمة تاريخ ابن خلدون في قبائل البربر. وكتاب في محمد وآخر العالم. وكان المرحوم مولعا بعلم النقود القديمة الإسلامية وبآلات العرب الرصدية وبمكاييلهم وموازينهم. وقد رددنا عليه في بعض تطرفه

وكان آخر من فجعت به الآداب العربية وذلك في ٢ك٢ السنة ١٩٢٧ المستشرق الممتاز (كليمان هوارت) (Cl. Huart) الذي أدى للعلوم العربية خدما مشكورة. ولد في باريس في أواسط شباط ١٨٥٤ وانكب منذ شبابه على الدروس الشرقية له عدة تآليف تركية وفارسية. ومما خدم به اللغة العربية خصوصا كتابه في الآداب العربية سنة ١٩٠٢ ثم تآليفه في تاريخ العرب في مجلدين (١٩١٢) ثم نشره وترجمته لكتاب البدء للمقدسي في ستة مجلدات (١٨٩٩ - ١٩٠٩) وتاريخ بغداد في القرون المتأخرة (١٩٠١) وكتاب في الخطوط العربية وتزيينها بالمينا في الشرق الإسلامي (١٩٠٨)

نضيف إلى هؤلاء اثنين من آباء كليتنا الأب (فرنسيس تورنبيز) (Fr. Tournebize) والأب (لويس بولوموا) (L. Bouloumoy) خدم الأول الآداب الشرقية بعدة مصنفات أخصها تاريخ مطول لأرمينية السياسية والدينية (١٩١٠) ثم