صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجزائر. وللمسيو باسه تآليف عديدة تنبئ بسعة معارفه للشرق العربي الإسلامي منها تاريخية ومنها أدبية ومنها لغوية وله وصف رحل تجشمها إلى تونس وإلى السنيغال. ومن تآليفه مجموعة (ألف حكاية وحكاية) في عدة مجلدات منقولة إلى الافرنسية سبق لنا وصف مجلدين منها. ونشر تاريخ الحبشة لشهاب الدين أحمد بن عبد القادر المعروف بعرب فقيه مع ترجمته إلى الافرنسية. وله مقالات متعددة في المجلات الشرقية في فرنسة وفي الجزائر وتونس وفي دائرة العلوم الإسلامية. وكتب في الشعر العربي الجاهلي.

وكان لرينة باسه ابن (هنري باسه) (H. Basset) يعده ليكون خلفه في دروسه الشرقية فلم يعش بعده إلا سنتين فتوفي في ١٣ نيسان ١٩٢٦ في رباط في الثالثة والثلثين من عمره. كان خدم وطنه في الحرب فذاق مرارتها ثم تخصص بعدها بدرس الإسلام في كل مظاهره التاريخية والأثرية والاجتماعية. وتولى بعد أبيه نشر دائرة الإسلام الافرنسية. وله أيضا تاريخ آداب قبائل البربر. وبهمته أنشئت سنة ١٩٢١ مجلة الدروس الماركشية والبربرية المعروفة باسم عسبربس (Hesperis)

وفي أواخر السنة ١٩٢٣ كانت وفاة هنري سلادين (H. Saladin) الذي اشتغل مع المسيو ميجون في الكتاب النفيس المعنون بدليل الصناعة الإسلامية. وكان قبل ذلك نشر سنة ١٨٨٨ كتابا حسنا عن عاديات تونس

في الأسبوع الأول من كانون الثاني ١٩٢٤ خسرت فرنسا إمام علمائها بالمسكوكات القديمة (آرنست بابلون) (E. Babelon) كان إليه مرجعهم في معرفة النقود العتيقة. نذكر منها دليل مسكوكات سورية والأرمن ودليل النقود العجمية وله دليل ثالث في الآثار الشرقية. ولد سنة ١٨٥٤ ثم تضلع من علم اللغات السامية وتجول في الشرق متخصصا بآثاره ومسكوكاته فنبغ فيها وتآليفه تبلغ عدة مجلدات

ومن مناعي السنة ١٩٢٤ العلامة (جاك دي مورغان) (J. De Morgan) توفي في أواسط تلك السنة مخلفا له ذكرا طيبا في عالم العلوم الشرقية لا سيما الأثرية. وكفاه فخرا ما تولاه من الحفريات في العراق والعجم. فإليه يعود الفضل لاكتشافه في شوشن شرائع حمورابي الراقية إلى أوائل الألف الثاني قبل المسيح. واكتشف مسلة الملك البابلي نارام سين وتمثال الملك نابير أسو وآثار أخرى عديدة للعيلاميين تزين اليوم