صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

قد دعوني فتى القريض وحسبي ... منه في القلب جمرة تتلهب

ما نظمت القريض أبغي نوالا ... من كبير ولا أحاول مكسب

بل أقول الأشعار كيما أناجي ... كل حر من بؤسه يتعذب

ذاك رأيي فيما أسميه شعرا ... ولكل في الشعر رأي ومذهب

ومات في أوائل تلك السنة رجل مصري آخر كان له موقع كبير في نفوس مواطنيه الكاتب الأديب (دياب محمد بك) ولد سنة 1853 درس في الأزهر ودرس فيه وفي دار العلوم وتعين مفتشا في وزارة المعارف وتفرغ للكتابة فنشر تآليف مختلفة ككتاب دروس البلاغة والإنشاء وقلائد الذهب في فصيح لغة العرب وتاريخ أدب اللغة العربية ومعجم الألفاظ الحديثة وتاريخ العرب في إسبانية وعرب عن الفرنساوية كتاب تخطيط أوربة وغير ذلك مما خدم به الأدب والوطن

وفي تلك السنة 1921 تعددت وفيات الأدباء فقضى أيضا (ولي الدين بك يكن) نحبه فيها في 6 آذار. كان تركي الأصل من أسرة شريفة ولد في الآستانة سنة 1873 جاء صغيرا إلى مصر مع أهله فتوفى فيها والده وكفله عمه فتخرج في مدرسة الأنجال المشهورة فأتقن فيها العربية كما عرف التركية وعاد إلى الآستانة وكتب في جرائدها. وقد عرف بميله إلى الحرية فنفي إلى سيواس وبقي هناك إلى الإعلان بالدستور سنة 1908 فعاد إلى مصر وحظي لدى سلطانها حسين كامل فعينه كاتبا في الديوان العالي في القصر السلطاني حتى مني بعلة أذاقته كأس المنون في مدينة حلوان. وله شعر منسجم مطبوع يتدفق رقة فمن قوله يحيي سيواس يوم نفي إليها:

رضيت سيواس دارا ... وما بسيواس شر

جنوا عليها فأمست ... قد أقفرت فهي قفر

فلا بها الروض خصب ... ولا بها الزهر نضر

فليس لي ثم نظم ... وليس لي ثم نثر

وكم بمصر أديب ... يشدو فترقص مصر

لهفي على سانحات ... كأنما هي سحر

يقولها قائلوها ... فيعتري الناس سكر

ومما روي له في مختارات الزهور (ص 77) قوله عن لسان فتاة عمياء: