انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاج العروس1.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(شرح خطبة المصنف) ۳۷ ( فأتحفت) أي تلطفت وأوصات (مجلسه العالي) هو ذاته كقولهم الجناب العالى والمقام الرفيع (هذا الكتاب) يعنى القاموس ( الذي سما) أى علا ( الى السما لما تسامى) يعنى ان كتابه تسمى بأوصافه البديعة إلى أن وصل السماء أي بلغ الغاية التي لا يجاوزها أحد فهو في غاية العلو ثم اعتذر للممدوح فقال ( وأنا فى حمله ۳ ) أى المكتاب ( وان دعى) رسمى واقب ( بالقاموس) وهو معظم البحر قوله في حمله في نسخة كما سبق ( كامل القطر الى الدأماء) من أسما البحر أى فلا صنيعة ولا منة لمن يحمل القطر الى البحر وفيه تلميح لطيف الى ما أنشدناه المتن المطبوعة زيادة الى الاديب عمر بن أحمد بن محمد بن صلاح الدين الانصاري حضرته كالبحر عطاره المصاب وماله . فضل عليه لانه من مائه (والمهدى) أى و كالمقدم ( الى خضارة) بالضم اسم علم على البحر منع من الصرف لله أنيث و العلمية (أقل ما يكون من انداء الماء) جمع ندى وهو الطل يكون على أطراف أوراق الشجر صباحا وهو مبالغة في حقارة هذه الهدية وان عظمت بالنسبة الى المهدى له و في القوافي الالتزام والمبالغة ( وها أنا أقول) قال شيخنا المعروف بين أهل العربية انها الموضوعة للتنبيه لا تدخل على ضمير الرفع المنفصل الواقع مبتدأ الا اذا أخبر عنه باسم اشارة نحوها أنتم أولا، ها أنتم هؤلا، فأما اذا كان الخبر غير اشارة فلا وقد ارتكبه المصنف غافلا عن شرطه والعجب انه اشترط ذلك في آخر كتابه لما تكلم على ها و ارتكبه ههذا وكأنه قاد في ذلك شيخه العلامة | جمال الدين بن هشام فانه في معنى اللبيب ذكرها ومعانيها واستعمالها على ما حققه النحويون وعدل عن ذلك فاستعملها في كلامه في الخطبة مثل المصنف فقال وها أنا بائع بما أسررته انتهى ( ان احتمله منى ) أى حمله وقبله (اعتناء) أي اهتماما بشأنه أو قبله حالة كونه معتنا به تعظيم اله مع حقارته بالنسبة لماعنده من الذخائر العظام وفي التعبير بالاحتمال الماء إلى كمال حمله ( فالزيد) محركة ما يعلو البحر وغيره من الرغوة ( وان ذهب جفاء) بالضم يقال جفا الوادى وأجفا اذا ألفى غناء ( يركب يعلى (غارب) كاهل ( البحر ) أي نتيجه (اعتلاء) مفعول مطلق أو حال من الفاعل أى حالة كونه معتليا (وما أخاف على الفلك) أى السفينة - (انكفاء) انقلابا (وقد هبت) تحرکت زمرت رياح عنايته ) اهتمامه وتوجهه ( كما اشتهت السفن أى اشتاقت و توجهات ريحا (زخاء) بالضم وهى اللبنة الطيبة عبر عن كتابه بالفلات المافيه من بضائع العلوم وقدمه هدية لهذا الممدوح وعبر بالانكفاء عن الرد و عدم القبول والمراد أنه لا يخاف على مدينه أن تنقلب اليه اكمال حلم المهدى له وهو الممدوح فهو بحر و السفن التي تجرى - فيه لا يحصل لها انكفا ، ولا انقلاب لان ريحه طيبة رخوة لا تهب الاعلى وفق السفن فلا تخالفها العدم وجدات الزعازع والرياح | العاصفة في هذا البحر وفيه الجناس اللاحق في اعتناء واعتلاء والالتزام في جفاء وانكفاء واستعارة الركوب والغارب للفلك وهنوب الرياح للعناية والتلميح للاقتباس في ذهب جفاء والى قول المتنبي . تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن . ثم اختار و بالغ في هيئة المخاطب وجلالته كأنه لم يتضح له الطريق ولم يهتد لوجه المذر فاستفهم عنه فقال ( وبم) أى بأى شئ (أعتذر) أرشدوني من حمل الدر من أرض الجبال) وهى المعروفة اليوم بعراق الحجم وهى ما بين أصفهان الى زنجان و قزوين وهمدان والدينور وقرميسين والرى وما بين ذلك من البلاد والكور ( الى عمان) كغراب كورة على ساحل اليمن تشتمل على بلدان أى - ان الدركثير في عمان المعبر به عن الممدوح وقليل بالنسبة إلى الجبال المعبر به عن المهدى وهو نظير قولهم كالب التمر الى هجر قال - شيخنا يعنى ان الهدية شأنها أن تكون أمر اغر يبا لدى المهدى اليه ومن يهدى الدر الى عمان والتمر الى يثرب ونحو ذلك يأتى بالامر المبتذل الكثير الذى لا عبرة به فى ذلك الموضع ( وأرى البحر الجملة حالية يذهب ما ، وجهه ) أي يضمحل وهو كناية عن التجرد عن الحيا، وقد ما قيل ، ولا خير فى وجه اذاقل ماؤه (لوحل) هو أى البحر (برسم الخدمة وقصد العبودية (اليه) أى الممدوح أشرف ما يفتخر به وهو (الجان) بالضم هو اللؤلؤ الصافى أى كان ذلك قليلا بالنسبة اليه لقلة حيائه وذهاب رونق | ماء وجهه ( وفؤاد البحر يضطرب) أى يه رك و يتموج و يتلاطم ( كاسمه رجافا) أى باعتبا ر وصفه وقد أطلقت العرب هذا اللفظ عليه فصار علما عليه وهو حال من فاعل يضطرب ( لو أتحفه) أى البحر للممدوح (المرجان) هو كبار اللو او أو صغاره على اختلاف | فيه ( أو أنفذ) أى البحر للممدوح أى أمضى وأوصل الى البحرين) موضع بين البصرة وعمان مشهور بوجدان الجواهر فيه وقد أبدع غاية الابداع بقوله (أعنى يديه) الفائقتين (الجواهر الثمان) منصوب على المفعولية أى ولو أتحدى الجواهر المثمنة - الغالية وفي الاوليين مع الاخيرة الالتزام وفى الثانية الاستعارة التصريحية أو التخيلية بحسب اعمال الصنعة في تشبيه البحر برجل يقوم برسم الخدمة فيذهب ماء وجهه على أي وجه استعملته وفى الثالثة التورية فى الرجاف وفي الرابعة الاستخدام والطاقة التورية الازالت حضرته أطلقوها على كل كبير بحضر عنده الناس فقالوا الحضرة العالية تأمر بكذا كما قالوا المقام - السامي والجناب العالى ( التي هي جزيرة بحر الجود) والجزيرة بقعة ينحسر عنها الماء وينجزر ويرجع الى خلف ( من خالدات الجزائر ) أى من الباقيات الى يوم القيامة المافيها من النفع بصاحبها وفيه التورية العجيبة بالجزائر الى الدات وهى جزائر السعادات يذكرها المنجمون في كتبهم و يأتى ذكرها في مادتها (و) لازالت (مقر أناس يقابلون أى يواجهون أو يعارضون (الخرز) محركة هو الحجر الذي ينظم كاللؤلؤ المحمول اليها) أى الحضرة بأنفس الجواهر) أى البالغة فى النفاسة وهو دعا له بالبقاء على جهة |