على نفسه بأن كسروان تكون ملكاً للدروز إلى الأبد بكامل أرزاقها وعمارها وأنه يرجع من جند من الشباب ولا يجبي بعد ذلك لا فردة ولا «ميري»1.
وكان محمد عزت باشا كما أشرنا قد كتب إلى أبي سمرا غانم البكاسيني يدعوه إليه فلبى أبو سمرا الدعوة ونهض إلى البترون بخمسة أنفار فاجتمع إليه فيها نحو خمس مئـة نفر إلى جبيل فالتقاه متسلمها بخمس مئة أخرى وسار معـه إلى جونية، فأكرمه محمد عزت باشا وسلمه أربعة آلاف بندقية وأرسله إلى بلاد جبيل والبترون وجبة بشري. فجمع أبو سمرا أربعة آلاف رجل من هذه المقاطعات وسار إلى اليمونة لمحاربة الأمير مجيد حفيد الشهابي الكبير. فلما بلغ الأمير مجيداً قدومه فر بمن معه إلى عيناتا حيث المعسكر المصري. فتبعه أبو سمرا وقاتل المصريين وأرهقهم2.
وقام الكسروانيون بعد أن تسلموا السلاح في جونيـة إلى الجرد ليناوشوا عثمان باشا الذي كان قد احتل ميروبا وجوارها مهدداً جونية ومن فيها. وتوجهوا وكانوا ألف رجـل وأقاموا بين الصخور إلى غربي المعسكر المصري وأطلقوا عليه الرصاص خمسة عشر يوماً. وكان المعسكر المصري يهجم عليهم غير ملح فقتل منه جماعة ومن الكسروانين ثلاثة. ولما بلغ إبراهيم باشا تصلب الكسروانيين انطلق إليهم وأضرم نار الوغى عليهم فانهزموا وجدَّت عساكره في إثرهم ففرت سكان قرى الجرد إلى الساحل وتهيأت العساكر العثمانية إلى الهرب بحراً. ولكن إبراهيم باشا قتل وحرق ثم عاد إلى وطا الجوز في الجرد3. وبلغ الكومودور نابيير أن عثمان باشا قائد القوات المصرية عازم على الرحيل بعسكره إلى البقاع في فجر الرابع من تشرين الأول فجهز الأمير بشيراً القاسم (الثالث) بالرجال والعتاد وأمره بإرهاق المصريين في أثناء تراجعهم ففعل الأمير وتأثر الباشا المصري حتى نبع صنين وأسر من رجاله ثلاث مئة طوعاً وجبراً. فارتفعت أسهم الأمير في عيون الحلفاء4.
الأمير بشير الثالث حاكم لبنان: وتأخر الشهابي الكبير بشير الثاني عن الموعد الذي ضرب له للانضام إلى الحلفاء فأوعز الإنكليز بعزله وبتوجيه حاكمية لبنان إلى عهدة صديقهم بشير القاسم (الثالث). وكان ريتشارد وود قد توقع مثل هذا التردد من قبل الشهابي الكبير واستصدر فرماناً سلطانياً في الثالث من أيلول بعزل بشير الثاني وبتعين