صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٠٣
الفصل الرابع عشر: الجلاء

ليؤكد للشهابي الكبير وللبطريرك الماروني وللآباء العازاريين في عينطورة وللشيخ بطرس كرم أنها لن تتنازل عن حماية الموارنة والدفاع عن حقوقهم المشروعة ولكنها لا ترضى عن المشاغبة التي يقوم بها البعض ضد حكومة العزيز. وأوعزت في الوقت نفسه المسيو بيريتيه أن يقوم إلى طرابلس وجبالها للغاية نفسها1. ثم كتبت إلى كوشلة في الإسكندرية بوجوب الاتصال بالعزيز ونقل الأثر السيء الذي تركته قساوة عماله في بر الشام في نفوس الأوروبيين ووجوب ردع أولئك ارتكاب مثل هذه الأعمال. وينتظر من العزيز أن يمنح اللبنانيين الذين مارسوا الاستقلال عصوراً طويلة درجة من اللين في المعاملة ظفروا بها في عهد الدولة العثمانية2. وقام بعد كتابة هذا بيوم واحد في الرابع من أيلول سنة ١٨٤٠ الأب إتيان رئيس الرهبنة العازارية إلى لبنان عن طريق الإسكندرية ليحمل إلى اللبنانيين نصائح الحكومة الفرنسية وتطمينات الحكومة المصرية3.

وفي الخامس من أيلول موعد انتهاء المهلة الثانية والأخيرة التي أعطيت للعزيز من قبـل الدول المتحابة أَقلع الأميرال السر روبرت ستوبفورد من مياه الإسكندرية واتجه نحو بيروت فوصلها في الثامن منه4. وفي العاشر وصلت النقـالات العثمانية من قبرص إلى بيروت فأصبحت القوة التي عقد لواؤها للسر روبرت مؤلفة من اثنتي عشرة سفينة إنكليزية وثلاث سفن نمساوية بإمرة الأميرال باندييرا وثلاث سفن عثمانية بقيادة القبطان الإنكليزي ووكر الذي عرف باسم ياور باشا ومن عشرين نقالة عثمانية. وجاء على ظهر هذه النقالات خمسة آلاف مقاتل عثماني بينهم ابن السلحدار سودا وعباس لالا آغا وعلى رأسهم محمد عزت باشا ومحمد سليم باشا. وحملت السفن الإنكليزية ألفاً وخمس مئة مقاتل إنكليزي وعلى رأسهم الجنرال السر تشارلس سميث كما نقلت المراكب النمساوية مئة مقاتل وتضمنت الأوامر العليا بأن يتسلم القيادة الأولى لجميع هذه القوى الجنرال السر تشارلس سميث ولكنه مرض فحل محله الكومودور البحري السر تشارلس نابير المشار إليه آنفاً5.


  1. كوشله إلى نيير: المجموعة نفسها ج٣ ص ١٤٦-١٤٩ و۲۳۹
  2. مجموعة إدوار دريو مصر وأوروبة ج٣ ص ۲۰۷
  3. المجموعة نفسها ج۳ ص ۲۱۲
  4. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج٤ ص ٤٤٦
  5. سليمان باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات جد ص ٤٥٠ كذلك كوشله الى نيير: مجموعة إدوار دريو مصر وأوروبة ج٣ ص ٢٣٣-٢٣٤