ستوبفورد ما يوجب قطع المواصلات البحرية بين بر الشام وبين مصر وحماية الثوار الشوام ونقل الجنود العثمانيين وإنزالهم في ساحل الشام1.
الثورة في لبنان: كان الأميرال السر روبرت ستوبفورد طوال شهر تموز في بحر إيجة لا يبعد كثيراً عن جزيرة ميتلانة ولم يرسل من مراكبه سوى اثنين إلى مياه بيروت بإمرة الكومودور السر تشارلز نابيير، وعندما تسلم أوامر القيادة في الثالث من آب خشي قوة الأساطيل الثلاثة الفرنساوي والمصري والعثماني وأمر الكومودور بمغادرة بيروت والالتحاق به. فثار ثائر اللورد بونسونبي في الآستانة واحتج على عمل الأميرال فاضطر هذا إلى إعادة الكومودور إلى بيروت في العاشر من الشهر نفسه وبسفيته. وكانت السفن المصرية قد برحت المياه الشامية قبل وصوله ببرهة وجيزة فلم يتسن له التحرش بها أو أسرها2. ولدى وصوله أصدر عن ظهر «القبق الحربي الملوكي الإنكليزي» باورفول نداءً سياسياً إلى اللبنانيين والسوريين أشار به إلى اتفـاق الدول في لندن وإلى فرمان گولخانه الإصلاحي وحض الأهالي على الثورة مؤكداً أن السفن المصرية لن تقوى بعد ذلك على إزعاجهم3. وكتب إلى محمود نامي بك محافظ بيروت يشعره باتفاق الدول على إعادة بر الشام إلى السلطان ويطلب إليه أن يضع الجنود العثمانيين الموجودين في بيروت تحت حمايته وأن يعيـد سلاح اللبنانيين إليهم. وأرسل إلى المستر نيفن مور قنصل إنكلترة في بيروت يعلمه بقرارات لندن ويطلب إليه أن يبلغها إلى قناصل الدول والتجار البريطانيين. وحرر في الوقت نفسه إلى حسن رأفت باشا قائد الجنود العثمانيين في بيروت ينذره بالنار إن هو حاول نقل جنوده إلى محل آخر. وخصَّ الشهابي الكبير برسالة يدعوه فيها لطاعة السلطان ويعلمه بما تم في لندن. وكتب أيضاً إلى الأمير بشير قاسم (الثالث) يحثه على الانحياز إلى جانب السلطان ويعده بالإمدادات اللازمة4. ثم أخذ في حجر السفن المصرية الشراعية التي كانت
- ↑ مراسلات الأميرالية البريطانية رقم ٥٥٠٣ تاریخ ١٦ و۱۷ و٢۳ تموز سنة ١٨٤٠ راجع أيضاً إنكلترة والقرم للدكتور هارولد تمبرلي ص ۱۱۸-۱۱۹
- ↑ سليمان باشا إلى حسين باشا – ۱۰ آب سنة ١٨٤٠ – المحفوظات ج٤ ص ٤٢٩ ومحمود نامي بك إلى حسين باشا في اليوم التالي ج٤ ص ٤٢٩-٤٣٠
- ↑ كتابنا الأصول ج٥ ص ۱٥۸-۱٥۹
- ↑ كتابه الحرب في سورية ج١ ص ٣٤-٣٨