والاعتناء بالساحل الشامي وبوجوب تجنيد نصارى لبنان وتوزيعهم على الألايات الجهادية لإيقاع الإنكليز في اليأس وإزالة عداوة المسلمين له في بر الشام1. ونقل العساكر الإسطنبوليين من بيروت فأبعدهم إلى بعلبك ووزع ضباطهم على سالايات الجيش وألحق قائدهم حسن رأفت باشا بالسرعسكر نفسه ورأى أن الضباط الإسطنبوليين من الأسطول السلطاني ويعين ضباط مصريين محلهم ويخرج أنفار الأسطولين المصري والإسطنبولي2. وأمر السرعسكر بوجوب بقائه قريباً من الساحل الشامي واستعان بمطارنة النصارى فنبهوا بوجوب الابتعاد عن العدو وهددوا بالحرم وعاونهم بذلك الأب إتيان العازاري الذي أوفـد خصيصاً من فرنسة لردع الكاثوليك عن الثورة وحضهم على الانقياد لأوامر الحكومة المصرية وأوعز إلى علماء المتاولة بتحريض الأهالي على الجهاد في سبيل الدين لأن القوة المهاجمة أجنبية وأنعم على الأمير بشير الكبير وأولاده وبعض أعيان الدروز بأوسمة لائقة3. وأمر بإنشاء أبراج للإشارة بين مصر والعريش وعكة كما أمر بتحصين ثغور مصر وانتدب لهذه الغاية كلاً من أدهم بك وحكاكيان بك وبرتو أفندي وسليم باشا4. ورأى إبراهيم باشا أن ينعم على سليمان باشا الفرنساوي بمبلغ من المال نظراً لشدة حرصه وجشعه5.
ولما انقضى الموعد المعين بين القناصل وبين العزيز عادوا إليه مصحوبين برفعت بك ليتعرفوا إلى ما استقر عليه رأيه فألفوه على رفضه السابق. وحاول الكولونيل هودج قنصل إنكلترة أن يقول شيئاً فأسكته العزيز وانتهت المقابلة. وكان العزيز قد كتب إلى الصدر في الرابع والعشرين من آب أي قبل هذه المقابلة بيومين مؤكداً خضوعه للسلطان موافقاً على الحكم الوراثي في مصر تاركاً ما تبقى لتعطف السلطان واتفق مع رفعت بك على أشياء معينة وطلب إلى الصدر أن يصغي إلى ما ينقله رفعت شفاهاً وكتب العزيز بمثل ما تقدم إلى والدة السلطان ورشيد باشا. فأحب رفعت بك بعد فشل المقابلة بين القناصل وبين العزيز أن يعود إلى الآستانة ولكن قنصل روسية ألمح بوجوب بقائه فاضطر العزيز أن يستعين بباخرة فرنساوية تتنقل رسالته إلى الصدر ومعها تعليقات رفعت على الموقف6. ووافق على قيام الكونت
- ↑ محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج٤ ص ٤٢٥ و٤٢٦ و٤٣٧
- ↑ المحفوظات أيضاً ج٤ ص ٤٣٨ و٤٤٣ و٤٦٢
- ↑ المحفوظات ج٤ ص ٤٤٨ و٤٥٦ و٤٦٠ و٤٦١
- ↑ المحفوظات أيضاً ج٤ ص ٤٤٨ و٤٥٨
- ↑ إبراهيم باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج٤ ص ٤٣٨
- ↑ كوشلة إلى نيبر: مجموعة إدوار دريو مصر وأوروبة ج٣ ص ١٤٨ – ۱٥۰ راجع أيضاً ص ١٥٩-١٦٠ و۱۸۹-۱۸۱