في الثامن منه أن فرنسة تصبح خطرة في أوروبة عندما تضمن معاضدة إنكلترة وأنها سوف تعود إلى رشدها عندما تتيقن من أنها عاجزة عن تفرقة الحلفاء وأنها ستتردد قبل إعلان الحرب على الحلفاء1. أما البرنس مترنيخ فإنـه اضطرب وخشي هبوب ثورة في فرنسة وشاركه في اضطرابه الملك فريدريك وليم الرابع وذهب إلى أبعـد من هذا فكتب إلى حكومات أوربة يؤكد عزمه على المحافظة على حياد بروسية في حال نشوب حرب أوروبية2.
وقام فريق من الوزراء البريطانيين يظهرون أسفهم لانعزال فرنسة ويبينون استعدادهم لوضع حد لما جرى فظن المسيو تيير أنه بإمكانه أن يعدل قرارات مؤتمر لندن فاستدعى المسيو غيزو إليه ودرس الموقف معه وـعاده إلى لندن حاملاً عرضين جديدين لحل الأزمة. وقضى العرض الأول بتأييد الوضع الراهن في الشرق دون حكم وراثي في مصر وبتدخل الدول الخمس لقهر المعتدي وإعادته ضمن حدوده. وتضمن العرض الثاني تدخل فرنسة في المفاوضات الدولية على أساس إعطاء العزيز حكماً وراثياً في مصر وحكماً مدى الحياة في بر الشام. وعاد السفير الفرنسي إلى لندن واتصل بالوزير البريطاني وتحدث إليه في موضوع هذين العرضين فأجابه الوزير بأن سلامة الدولة العثمانية بمعاهدة خماسية أمر حسن يجوز السعي إليه بعـد الانتهاء من تنفيذ مقررات لندن الرباعية. ثم كتب في الحادي والثلاثين من آب مذكرة رسمية رد فيها على ملاحظات تبير وأبان أنه ليس لفرنسة إلا أن تلوم نفسها لما حل بها من عزلة3.
وأَعلمت الحكومة الفرنسية العزيز بمضمون المعاهدة فحذرته من تطور الموقف الدولي وإمكانية إنزال عساكر إنكليزية في بر الشام ونصحت إليه بوجوب الاستعداد لمقابلة الإنكليز وردهم ووجوب إبعاد العساكر الإسطنبوليين إلى داخل بر الشام كي لا يقعوا في شرك الإنكليز4. وفعل مثل هذا أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني الدكتور جون بورنغ فأعلم صديقه عزيز مصر بما آلت إليه المفاوضات الدولية في حينها في لندن5. فكتب العزيز إلى ابنه إبراهيم
- ↑ مذكرات الكونت شارل نسلرود ج۸ ص ۳٥-۳۷
- ↑ مذكرات البرنس مترنيخ ج٦ ص ٤١٢-٤١٣ وتاريخ ألمانية في القرن التاسع عشر لتريتشكي ج٥ ص ۷۹
- ↑ مذكرات غيزو ج٥ ص ۲۷۰-۲۷۱ و۲۸۷-۲۸۸ راجع أيضاً مجموعة إدوار دريو مصر وأوروية ج٣ ص ۳۷-۳۹ و۱۹۱-۲۰٥
- ↑ محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا – ٣١ تموز ۱۸٤۰ – المحفوظات ج٤ ص ٤٢٤
- ↑ محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا - ٥ آب سنة ١٨٤٠