جميع الدول الحربية في السلم والحرب معاً. رابعاً وهو مستعد أيضاً أن يعلن أن معاهـدة هنگار إسكلەسى لن تجدد وأنه إذا اقتضى إرسال قوة روسية لتعاون الباب العالي فإنما يتم ذلك بموجب اتفاق الدول لا من جراء المعاهدة المذكورة1. واتصل البارون دي برونوف فور وصوله إلى لندن بالفيكونت بالمرستون فأبان له استعداد القيصر لتبني وجهة النظر البريطانية بكاملها فيما يتعلق بالدولة العثمانية ومصر للمساهمة في جميع الإجراءات التي قـد تصبح لازمة لتنفيذ وجهة النظر هذه وإنه مستعد للتعاون مع إنكلترة والنمسة وبروسية ومع فرنسة أو بدونها. وأضاف أن القيصر وإن كان يرى الفائدة من انضمام فرنسة فإنـه يفضل شخصياً إبقاءها خارج هذا التكتل. وهو يشعر بأنه جدير بالثقة ويأمل أن توليه إياها الحكومة البريطانية دون أي تحفظ فتترك له أمر الدفاع عن الآستانة وآسية الصغرى وتتولى هي ما يلزم إجراؤه في البحر المتوسط وفي الساحلين المصري والشامي2.
وعرف بالمرستون مدى تأثير هذه العروض في نفوس وزراء فرنسة فأطلعهم عليها في حينها راجياً أن يتوصل بذلك إلى تفاهم معهم حول القضية المصرية التركية، ولكنه لم ينقل إليهم رغبة القيصر في إبقاء دولتهم خارج التكتل الأوروبي. فاستدعى إليه الكونت هوارسيوس سيياستاني سفير فرنسة في لندن وأطلعه على ما تقدم وأظهر ميله إلى قبوله ورجاه أن ينقله إلى حكومته ففعل. وما أن اطلع المارشال صوات على عروض القيصر واستعداد بالمرستون لقبولها حتى اضطرب ثم كتب إلى سيباستياني يقول أنه استغرب سذاجة بالمرستون على الرغم من ثقافته وتيقظه وأنه لا يرى في العروض الروسية سوى مطامعها المعروفة ومحاولة للتفرقة بين الحكومتين3.
ورأى مجلس الوزراء البريطاني في جلسة عقدها في أول تشرين الأول من السنة نفسها أن يعدل القيصر اقتراحه فيسمح باشتراك الأسطول البريطاني في الدفاع عن الآستانة إذا قضت الظروف بذلك. فنقل بالمرستون قرار المجلس إلى المفاوض الروسي واستفاض في شرحه فأجاب البارون دي برنوف أن الرأي في ذلك هو رأي القيصر وأنه ليس عليه إلا أن ينقل ذلك إليه4.