الساحل» أي ساحل بيروت. فقام الجيش المرابط في بيروت بقيادة عباس باشا وسليمان باشا في الخامس عشر من الشهر نفسه ومعهما الأمير مجيد حفيد الشهابي الكبير إلى الحازمية بالقرب من بيروت. ثم نهضوا منها قاصدين حمانا. ولما وصلوا تجاه قرية المكلس التي تطل على نهر بيروت أطلق عليهم الأمير خنجر الحرفوش وجماعته الرصاص. فأرسل إليهم سليمان باشا بعض الأرناؤوط فتفرقوا وفر الأمير خنجر إلى جرد العاقورة وأحرق الأرناووط المكلس ونهبوا المنصورية وبيت مري ودير القلعة وعادوا إلى المعسكر. وكان الشهابي الكبير قد وجه ابنه الأمير خليلاً بجمهور من رجاله المجتمعين عنده لضرب «جمهور الساحل» فولى هؤلاء منهزمين قبل وصول جماعة الأمير الحاكم إليهم وتوجه كل منهم إلى محله. وفر الأمير محمود سلمان الشهابي فجدوا في طلبه ولم يدركوه. فكتب هو إلى الأمير عباس كنج الشهابي أن يتشفع به لدى الشهابي الكبير. فأجابه ووضعه في محرس. وقبض أحد جنود الأمير على الأمير يوسف الشهابي وسار به إلى بتدين فوضعه الأمير الحاكم في محرس أيضاً. وحـدث مثل هذا إلى الأمير فاعور الشهابي. وأرسل الأمير الحاكم جنوداً من قبله فألقي القبض على الشيخ حمود وولده الشيخ قاسم والشيخ عباس نصيف النكديين ووضعهم في الحبس. وقام الأمير خليل من ساحل بيروت إلى كسروان فجمع الأسلحة بقساوة وأكره من لا سلاح له أن يشتري سلاحاً ويقدمه. وأغلظ القول على من لم يكن من حزب والده. وقبض على الشيخ نقولا الخازن وأرسله إلى بتدين. أما الشيخ فرنسيس «سرعسكر النصارى» فإنه فر من مخبأه إلى قبرص وتبعه إليها الشيوخ بشاره وحصن وروفائيل الخازن. وقام عباس باشا وجيشه من ضواحي بيروت إلى خان الحسين ومنه إلى بتدين1.
ورأى الشهابي الكبير «أن راحة الأهالي لا تتم إلا بزوال المفسدين منهم» فوافق على نفي أربعة من الأمراء الشهابيين إلى سنار وهم الأمير فاعور والأمير يوسف والأمير فارس والأمير محمود وثلاثة من الأمراء اللمعيين وهم الأمير حيدر والأمير علي والأمير عبدالله وأرسلهم إلى صيدا «حسب الامر العالي» ومنها إلى عكة فمصر. ورأى أيضاً أن الأشياخ النكديين حموداً وقاسماً وعباساً منذ حضورهم إلى لبنان بعد نفيهم إلى مصر «استعملوا أسباب الفساد وانتظروا حدوث الحركات فحثوا دروز لبنان على مساعدة دروز اللجاة وحرضوا كثيراً من الناس على
- ↑ الأمير بشير الشهابي إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج ٤ ص ٤١١-٤١٢ ومحمود نامي بك إلى حسين باشا: المحفوظات ج ٤ ص ٤١٤-٤١٦ وأخبار الأعيان ص ٦٠٠-٦٠١ وحروب إبراهيم باشا المصري ج٢ ص ٤٣ - ٤٧