صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٣١
الفصل السابع: الاضطرابات والقلائل

ابنه أن يعلن أنه لن يأخذ من النصارى غير المائتين والخمسين الذين أرسلوا إلى ورش عكة وأفاد بعد ذلك أن استخدام النصارى بهذا الشكل يسهل تجنيدد المسلمين1.

وقام بحري بك بالمهمة الموكولة إليه فذهب إلى بتدين وقابل الشهابي الكبير وحثه على جمع المطلوب بسرعة2. ورفع تقريراً بذلك مؤكداً عدم موافقة الدروز على الخدمة ذاكراً نفورهم من قيودها مبيناً خوف المـقـال من أمر اختلاط شبان الدروز بغيرهم وإمكانية ابتعادهم عن دين الأجداد ثم عاد فرفع رسالة وردت إليه من الشهابي الكبير تضم بعض الرسائل التي تسلمها هذا الأمير من بعض مناصب الدروز في موضوع التجنيد الإجباري. وبين هذه الرسائل رسالة من الشيخ حسين والشيخ حمد تلحوق يؤكدان فيها استعداد جماعاتها لتقديم الشبان ولكنها يرجوان ألا يكونا «بداية» «لسبب أمر الديانة فقط»3.

وامتعض الشهابي الكبير من موقف العزيز ولكنه كظم غيظه وصبر عليه4 وأمر وجوه البلاد بالانصياع ففعلوا. وقدموا ألف شاب درزي لجيش العزيز. فجمعهم السرعسكر في صيدا وأمر سليمان باشا الفرنساوي أن يتولى فرزهم فألف منهم ثلاث فرق كاملة وجعل كل فرقة مئة وثمانين جندياً. ثم ألحق بعضهم بالأورطة الرابعة من ألاي المشاة التاسع عشر وبألاي المشاة الثالث عشر المقيم آنئذ في الرملة (بفلسطين) وأرسل الباقون إلى السويدية. ثم كتب إلى القائممقام محمود أفندي أن يعنى بالفرق الثلاث الأولى التي أرسلت إلى الإسكندرية فيأمر بإسكانها في الثكنات وبتوزيع الكاوي عليها وأن يلتفت بنوع خاص إلى أبناء الوجوه فيخصص لهم تعينات ملازمين5. وهكذا فيكون السرعسكر قد أجاب سؤل «الأجاويد» من رجال الدين عندما أمر بإبقاء الشبان المجندين متجمعين كتلاً غير موزعين أفراداً على فرق من الجيش متباعدة. وكان الشهابي الكبير قد طلب إحالة مالكانة ثلث الكورة التي انحلت بوفاة مصطفى آغا بربر إلى أولاده فكتب العزيز إلى ابنه السرعسكر موجباً إجابة طلب الأمير اللبناني وغض النظر عن ثمن المالكانة قائلاً: «إن المصلحة تقضي


  1. محمد علي باشا إلى إبراهيم باشا: المحفوظات ج ۳ ص ١٤
  2. أخبار الأعيان لطنوس الشدياق ص ٥٨٣
  3. الأمين بشير الشهابي إلى يوحنا بحري: المحفوظات ج ٣ ص ١٦ راجع أيضاً مقالنا في المشرق (۱۹۳٧) ص ٤٧٥-٤٩٥
  4. المحفوظات ج ۳ ص ١٦ و٢٤
  5. سلیمان باشا إلى سامي بك: المحفوظلت ج ۳ ص ۱٥