الرصاص والبارود1. فهب السرعسكر إلى قتالهم وقام من يافة حوالي العاشر من تموز على رأس قوة جديدة إلى الطيبة منها (ألاي الفرسان التاسع وألاي الغارديا الثاني وألاي المشاة العشرين) فضرب أهلها ثم انتقل إلى قاقون فأحرقها واتجه منها الى زيتة وعينل2. ولدى وصوله إلى زيتة ضرب من فيها من الثوار ففروا هاربين تاركين وراءهم عدداً من القتلى والجرحى يربو على الثمانين واعتصموا بقرية دير الغصون. فتأثرهم السرعسكر واقتحم مراكزهم على الأقدام نظراً لوعورة مسالكها وقتل منهم ثلاث مئة وقضى على مئة وخمسين آخرين3. وقام الشيخ قاسم الأحمد والشيخ عبدالله الجرار والشيخ عيسى البرقاوي والشيخ ناصر المنصور من الدير إلى نابلس فأخذوا أولادهم وفروا إلى جبل الخليل. وقام إبراهيم باشا إلى نابلس فدخلها في الثامن عشر من تموز وتقبل فيها طاعة أهلها وسكان قراياها4. وكان قد تقبل طاعة جبل القدس في قرية المزرعة عن يد الشيخ عبد العزيز شيخ هذه القرية فأعاد الشيخ إبراهيم أبو غوش إلى سابق نفوذه وعينه متسلماً على القدس في العاشر من تموز5. وفي الخامس من آب من السنة نفسها قام السرعسكر من القدس إلى الخليل فصده أهلها خارجها ثم تحصنوا فيها ولكن السرعسكر تغلب عليهم في وقت قصير واحتل بلدتهم في اليوم التالي. وفي الثالث عشر من الشهر نفسه تحرك «ركابه السعيد» من الخليل إلى الكرك فنزل إلى غور الأردن ومر بالطفيلة وما أن أطل على الكرك حتى قام عربانها وأهاليها إلى قتاله فدخلها عنوة وأعمل النار فيها. وكان قاسم الأحمد وأولاده وبعض أعوانه قد قاموا من الكرك إلى عجلون عن طريق أريحة فقبض عليهم الشيخ دوخي السمير وأرسلهم الى الشيخ عامر الهنادي. فأمر السرعسكر بقتلهم فقتل الشيخ قاسم الأحمد والشيخ عيسى البرقاوي في دمشق وقطعت رؤوس أولادهم في عكة والقدس6.
ونفى السرعسكر إلى مصر رهطاً من علماء فلسطين منهم الشيخ عبدالله البديري المقدسي والشيخ عبدالله الفاهوم الناصري والشيخ سعيد السعدي العكاوي كما أمر بإعدام كل من الشيخ
- ↑ المذكرات التاريخية للأب قسطنطين الباشا ص ۱۰۸-۱۰۹
- ↑ المحفوظات ج۲ ص ٤٢١ و٤٢٣ و٤٢٩
- ↑ حروب إبراهيم باشا للقس أنطون الحلبي ج ١ ص ٤٤ هامش.
- ↑ كتابنا الأصول ج ٢ ص ١١٦
- ↑ المحفوظات ج٢ ص ٤٢٥ والأصول ج ۲ ص ١١٦ أيضاً
- ↑ اطلب تفصيل هذا كله في كتابنا الثورة بفلسطين ص٧٦-٨٢ وفي هامشه ما تطلبه من مراجع. اطلب أيضاً المذكرات التاريخية للخوري قسطنطين الباشا ص ١١٤-١١٥