صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الأول (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧
الفصل الأول: لبنان

ثم يطلب إلى الباشا أن يتصل بالأمير ويطلب إليه أن يبر بوعوده بمناسبة ظهور قضية المورة. وكتب العزيز بمثل هذا إلى الأمير نفسه1. وفي أواخر السنة نفسها وأوائل ما بعدها ١٨٢٤ - ۱۸۲٥ نرى العزيز يعنى بمصلحة الشهابي الكبير في بر الشام فيطلع على تقارير مخبريه ويستمع لأقوال الأمير أمين ابن الأمير بشير ثم يكتب إلى عبدالله باشا برجوب مساعدة الأمير الكبير للقضاء على الخصامه في لبنان ولا سيما الشيخ بشير جنبلاط إلى أن يقول في أواخر كانون الثاني من السنة ١٨٢٠ بإنه أمر بتجهيز ستة آلاف من الفرسان والمشاة بإمرة طوسون يكن بك لمساعدة الأمير الشهابي الكبير على خصمه2. وفي السادس عشر من آب من السنة نفسها كتب الأمير إلى العزيز يشكر له عطفه على الأمير أمين ويقول «وقرر لنا عبدكم ولدنا ما صدر به أمر سعادتكم ولقد تلقيناه بالإطاعة والامتثال. وكلما تصدر به أوامر دولتكم فهذا العبد واقف لها على قدم الانقياد لأنني عاهدت نفسي على دوام امتثال أوامر عطوفتكم الكريمة، وقيدت ذاتي بالإطاعة والانقياد لما به إرادة عنايتكم الوسيمة»3. وهكذا فيكون الكبيران في مصر وفي لبنان قد تفاهما تفاهماً سياسياً عسكرياً منذ السنة ١٨٢٣ وهو ما أحس به إلى حد ما المسيو هودر الفرنسي الذي أم القاهرة ليعقد تفاهماً بين وزارة بولنياك وبين العزيز للسيطرة على الجزائر. ولكنه رأى أن هذا الحلف لم يربط لبنان بقدر ما ربطته فرنسة وذلك للفارق الديني الذي كان يفرق بين الدروز وأميرهم والنصارى من جهة وبين محمد علي من جهة أخرى، هذا على الرغم من أن الأمير الدرزي بشيراً كان في نظره لا يزال نصف مسيحي4.


  1. المحفوظات نفسها ج ۱ ص ٥٩ - ٦٠
  2. المحفوظات نفسها ج ١ ص ٦٢-٦٦
  3. المحفوظات نفسها ج ١ ص ٦٧
  4. DOUIN, G., l'Expédition d'Alger, pp. 216-217

۲ - بشير بين السلطان والعزيز