صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بسائط علم الفلك افلاك نمسك القمر وتدور به بل هو بدور حول الارض بنفسه ويدور مع الأرض حول الشمس وبذلك يعلل كل ما تقدم . ولكن ما قاله يودكسس يدل على انه بحث وحقق ولو اخطأ في التعليل واعجب من ذلك بحث هبرخس الذي نشأ في القرن الثاني قبل المسيح فانه قاس زاوية ميل فلك القمر على دائرة البروج فوجدها خمس درجات ووجد ان القمر يرتد في فلكه نحو عشرين درجة كل سنة فيتسم دائرة كاملة في تقهقره هـذا كل 18 سنة و ثمانية أشهر بانياً حسابه على ارصاد البابليين والمصريين . واكتشف ان القمر يسرع تارة ويبعلية أخرى في دورانه حول الأرض وعلل ذلك بإن ذلك ليس دائرة بسيطة متساوية الأقطار والارض في مركزها بل دائرة مستطيلة (اهليلجية) والأرض في احد محترقها . وان بعـده عن الارض يساوي نحو ٢٤٠٠٠٠ میل ( او مثل نصف قطر الأرض - 60 مرة ) وان قطره نحو ثلاثة اعشار قطر الارض. ولم يكن قوله هذا حزراً مجرداً بل كان نتيجة رصد وقياس . فاقترب من الحقيقة جدا لان متوسط بعد القمر عن الارض يساوي من نصف قطرها 59 مرة ونسبة قطره إلى قطرها كنسبة واحد إلى 344 WA ولم يصل الينا شيلا من مثل هذا التحقيق عن الاشوريين والمصريين والفينيقيين ولا شيل موثوق بقدمه عن الصينيين . وما نقل عن الهنود من هذا القبيل حديث من القرن الثالث قبل المسيح اي بعد اتصالهم باليونان . واما العرب فلا يعلم من امرهم شيء حقيقي يتعلق بعلم الفلك الأ بعد اتصالهم باليونان والهنود في القرن الثامن والتاسع بعد الميلاد . والبحث في ذلك ليس من البسائط فنقف عند هذا الحد وتلتفت الى الامور التي بود جمهور القراء الوقوف عليها وهي اولا خلاصة ما عرف عن مادة القمر وشكله وبعده عن الأرض سبب ظهوره هلالا نم نزايده ثم تناقصه سبب تغير موقعه في السماء ليلة بعد ليلة والمكان الذي يطلع منه رابعاً سبب الهالة التي ترى حوله احياناً ثانياً ثالاً خامساً علاقته بمصالح الناس (1) القمر جسم مظلم اي غير منير لذاته تابع للارض يدور حولها في دائرة مستطيلة نوعاً والارض في أحد محترقيها فيقرب منها تارة حتى يصير على ٢٢١٦١٤