صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۰۸ القمر الفصل الثامن القمر لعل الناس انتبهوا اولا ً لحركات الافلاك من مشاهدتهم القمر يظهر هلالاً ويزيد رويداً رويداً الى ان يصير بدراً كاملا ثم ينقص ليلة بعد أخرى الى ان يعود هلالا . ويقضي في هذا التدرج اربعة اسابيع . ويتغير مقره في السماء يوماً بعـد يوم على التوالي ويعود في الشهر التالي الى ماكان عليه في الاول وهلم جرا وقد كان الاولون ينظرون الى اجرام السماء كما كنا ننظر اليها في صبانا اوكما ينظر اليها الفلاحون الاميون في تا فانهم يرونها فلا يعبا ون بها الأ من حيث دلالتها على ابتداء النهار وانتهائه وكون الليالي مقمرة يسهل ري الاطيان فيها او مظلمة وفيها يعسر الري . ومن حيث دلالة بعض النجوم الكبيرة على قرب طلوع الفجر ونحو ذلك . اما بعدها عنا واقدارها واشكال حركاتها فما لا يدرك العامة منه شيئا ولا يلتفتون اليه لكن قام من الناس منذ القدم رجال شدوا عن معاصر بهم فنظروا وبحثوا لا - ووصلوا بعد البحث والتحري الى معرفة امور عن الشمس والقمر والنجوم يعرفها العامة حتى في عصر نا عصر العلم والعرفان . ومن اول ما انتبهوا له القمر كما تقدم فعرفوا من امره اكثر مما يظن . فان الفيلسوف انكسغوراس اليوناني الذي نشأ في القرن الخامس قبل المسيح قال ان القمر كبير كبلاد المورة وفيه سهول واودية وان نورة مستمد من الشمس . وسبقه إلى هذا القول الأخير برمينيدس الفيلسوف اليوناني وهو ايضاً من ابناء القرن الخامس قبل المسيح ثم قام يودكس اليوناني الذي نشأ في القرن الرابع قبل المسيح وبحث في حركات القمر فقال انها ثلاث وهي ناتجة من اتصاله بثلاثة افلاك اولها يدور من الشرق الى الغرب كل ٢٤ ساعة وبه يعلل سير القمر الظاهر من الشرق إلى الغرب . والثاني يدور من الغرب الى الشرق مرة كل شهر قمري و به يعلل انتقال القمر يوماً بعديوم في ابراجه من الغرب الى الشرق . والثالث يدور من الشرق إلى الغرب حول محور مائل على محور دائرة البروج وبه تغير المكان الذي يشرق منه القمر والمكان الذي يغيب فيه يوماً بعد يوم شمالا او جنوباً . وقد عرف الآن ان ليس هناك .