صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

مقــدّمة

وظيفة النقد الأدبي وغايته - ما أوضحتها في هذا الكتاب - تتلخص في: تقويم العمل الأدبي من الناحية الفنية، وبيان قيمته الموضوعية، وقيمه التعبيرية والشعورية، وتعيين مكانه في خط سير الأدب، وتحديد ما أضافه إلى التراث الأدب في لغته، وفي العالم الأدبي كله، وقياس مدى تأثره بالمحيط، وتأثيره فیه، وتصوير سمات صاحبه وخصائصه الشعورية والتعبيرية، وكشف العوامل النفسية التي اشتركت في تكوينه والعوامل الخارجية كذلك. ومن هذا البيان الموجز نستطيع أن ندرك موقفنا في النقد الأدبي، سواء في القديم أو في الحديث، ونقيس خطواتنا إلى مداه، ونعرف كم بلغنا في تكوين هذا الفصل الهام من مكتبتنا الأدبية.

ولقد خطونا خطوات لها قيمتها قديمًا وحديثًا. ما في ذلك شك. ولكننا لم نزل بعيدين عن الكمال، أو ما يشبه الكمال في هذا الاتجاه.

أول نقص ملحوظ أنه ليست هناك أصول مفهومة - بدرجة كافية - للنقد الأدبي، وليست هناك «مناهج» كذلك، تتبعها هذه الأصول.

ومعظم ما يكتب في النقد الأدبي عندنا اجتهاد، وذلك طبیعی ما دامت «الأصول» لم توضع، و «المناهج» لم تحدد بالدرجة الكافية.

هناك دراسات نقدية تطبيقية الأدب والأدباء - وهي كثيرة متنوعة. ولكن هذا شيء آخر غير الدراسات التي تتولى الحديث عن النقد: أصوله ومناهجه، فتضع له القواعد، وتقيم له المناهج، و تشرع له الطريق.

* * *

والكتاب مقسوم بطبيعة مباحثه إلى قسمين: الأول حاولت أن أضع فيه