صفحة:النقد الأدبي (1954) - سيد قطب.pdf/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
-٦-

حين تجعل قيودًا وحدودًا، فيجب أن تكون مزاجًا من النظام والحرية، والدقة والابتداع.

وهذا هو المنهج الذي ندعو إليه في النقد والأدب والحياة!

هذه المناهج وتلك الأصول لم أرد كما قلت أن أحمل النقد العربي فيها على مناهج أجنبية عنه .. ولعل هذا الاستقلال هو الذي حمل بعض من يحبسون أنفسهم في قواعد مقتبسة، وقوالب مقررة على أن يقولوا: إن في هذا الكتاب اضطرابًا في «المنهج» أو أنه لا منهج له! عندما ظهرت طبعته الأولى .. ذلك أن فهمهم للمنهج محدود بقالب تقليدي معين، مستعار من النقد الأوربي وتاريخه.

ولست أرى أن أدخل هؤلاء في جدل. فأنا أعرف طريقي، وأعرف النقد وأصوله ليست قوالب جاهدة. وأن لكل ناقد مبتكر طريقته .. ثم يجيء مؤرخو المذاهب النقدية فيضعون الوصف الذي يرونه لهذه الطريقة وتلك كما يشاءون. ولست حريصًا على أن يقول هؤلاء المؤرخون: إنني اتبعت هذا المذهب أو ذاك!