ثمّ انتشر بكثير من بلاد الشام، وضعف الآن» أي في القرن «الثامن».
وقال ابن خلدون:
«وأمَّا أحمد بن حنبل فمقلدوه قليل، لبُعْد مذهبه عن الاجتهاد، وأصالته، في معاضدة الرواية، وللأخبار بعضها ببعض، وأكثرهم بالشام والعراق في بغداد ونواحيها، وهم أكثر الناس حفظاً للسنة ورواية الحديث» وقد تأخَّر ظهوره بمصر ظهوراً بيناً إلى القرن السابع.
وعلّله السيوطِيّ في «حسن المحاضرة» بقوله:
«وهم بالديار المصرية قليل جدّا، ولم أسمع بخبرهم فيها إلا في القرن السابع وما بعده، وذلك أن الإمام أحمد – رضي الله عنه – كان في القرن الثالث ولم يبرز مذهبه خارج العراق إلا في القرن الرابع. وفي هذا القرن ملك العبيديون مصر، وأفنوا من كان بها من أئمة المذاهب الثلاثة، قتلاً ونفياً وتشريداً، وأقاموا مذهب الرفض والشيعة، ولم يزولوا منها إلا في أواخر القرن السادس فتراجع إليها الأئمة من سائر المذاهب، وأول إمَامِ من الحَنَابلة