الشَّافِعيِّةُ الحَنِفيَّةَ في الفتوى والتدريس في جميع الأمصار، وعظمت مجالس المناظرات بينهم، وشحنت كتب الخلافيات بأنواع استدلالاتهم، ثم دَرَسَ ذلك كلّه بدُروس المشرق وأقطاره.
وكان الإمام محمد بن إدريس الشافعيّ لما نزل على بني عبد الحكم بمصر، أخذ عنه جماعة من بني عبد الحكم، وأشهب وابن القاسم وابن المواز، وغيرهم، ثم الحارث بن مسكين وبنوه، ثم انقرض فقه أهل السنة من مصر لظهور الرافضة، وتداول بها فقه أهل البيت وتلاشى مَنْ سواهم، إلى أن ذهبت دولة العُبَيْدِييّن من الرَّافضة على يد صلاح الدين يوسف بن أيوب ورجع اليها فقه الشافعيّ وأصحابه من أهل العراق والشام فعاد إلى أحسن ما كان، ونَفَق سوقه.
واشتهر منهم محيي الدين النووي من الحلبة التي ربيت في ظل الدولة الأيوبية بالشام، وعزّ الدّين بن عبد السّلام أيضاً، ثم ابن الرّفْعَة بمصر، وتقي الدين بن دقيق العيد، ثم تقي الدين السبكي بعدها. إلى أن انتهى ذلك إلى شيخ الإسلام بمصر لهذا العهد. وهو