صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۱۳ الصباح . وكانت الأميرة قد استيقظت على النغمات الهامسة ، والنفحات الأريجة ، فهمت تعتدل ولم تستو جالسة بعد في الفراش . وفى هذه اللحظة كان الفارس قدقارب سور المدينة ، وهو يمرق بفرسه في لهفة ، وكأنه يطير من فوقها وهي تطير . وقبيل أن ينبعث أول خيط من خيوط الشمس كان الحراس قد تأهبوا لفتح البوابة الكبيرة ، ووقف الحرس خلفها استعداداً لتحية البطل الفاتح قاهر الأعداء ، وعريس الأميرة ، وولى العهد منذ الصباح. فلما أشع أول خيط ذهبي أخذوا في دفع البوابة الكبيرة في هذه اللحظة كانت الساحرة قد انتهت من التمتمة ، وقد انعقد دخان البخور في الجو ، وتلوى فوق المجمرة كأذرع الأخطبوط . وهنا انبعثت من فمها الأدرد صيحة مرعبة كادت الفتاة تصعق لها من الذعر ، ولم تكن إلا هذه الكلمات وهي تشير بيدها إلى المدينة : وقف الزمن . جمدت الحياة . وقف الزمن . جمدت الحياة . ونظرت الفتاة إلى حيث تشير الساحرة ، فإذا الحراس ا الذين يفتحون البوابة قد جمدوا في أماكنهم واستحالوا تماثيل .