انه لمجعول كذلك للفروض أو لما يسميه العلماء المتحرجون بالنظريات، وانها لتلحق بكل علم من علوم اليقين وتسبق كل علم يتبعها ، وان لم يبلغ بعد مبلغ اليقين . و نحن فيما يلي من التعقيب لا نبيح لأنفسنا أن نلم بفرض أو تفسير لم تمهده لنا سوابق العلم ومقدمات التاريخ ، ولكننا على الكفة الأخرى - لا نبيح لأنفسنا أن نهمل فرضا واحدا يقوم اهماله على مجرد الدعوى ، أو على مجرد الحـذر ، ولا يقطع به قول فصل أو خبر وثيق .
وقبلتنا في النظرة الى الغد أن نسأل الماضي عن معناه ، وأن تلتمس هذا المعنى فيما سيكون ، وفيما سوف يكون ، قياسا على ما كان .
ان للتاريخ الانساني وجهة تدل عليها العقبات والعوائق كما تدل عليها الدوافع والممهدات ، وان تاريخ الآلة من عهدها الحجري الى عهد الذرة لمعالم قائمة تهدينا الى تلك الوجهة من البداية الى النهاية ، وعلى
هذا الفرض – أو هذه النظرية – مدار النظر فيما يلى من التعقيب.