صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وتوليد الميل الذي يعين على كسبها . وان النجاح في هذه المحاولة يؤدي الى اتقان العمل في الصنعة كما يؤدى معه الى حسن استخدام الوقت بعد الفراغ من العمل المطلوب لكسب الرزق ، وقد تصل الى الثقافة الناضجة في حضارتنا الصناعية من طريق المساعي التي تبذلها طلبا للفطنة النافعة في تكوين أفكار ومباديء تعيننا على المساهمة في مقاصد الفعل التي لا حد لها ومحاسن الفنون وسائر ما يهذب الشخصية الانسانية ويهذب معها المجتمع الذي تعيش فيه ، ولا يكون قصارى الأمل تلك المساعي المبذولة أن تجلب لنا الثروة والمظاهر المادية . « ومن الجانب الآخر يخشى الخطر الجائح من الاخفاق في استخدام السيطرة على الطبيعة التي أتاحتها لنا الخبرة الصناعية استخداما يهدف الى الغايات الانسانية : اما من التطوح الى الحروب أو من اقامة المجتمع على أنصاب من الآدميين محيت ملامحهم الشخصية . فما استطاع قبل – حتى الرومان – أن يضمنوا طول البقاء لمجتمع يقوم على نخبة من العلية الأذكياء وجمهرة من الرعية تراضي على السكينة بالخبز وحلقات الألعاب ، وان المجتمع الغني الديمقراطي لينوط أكبر الرجاء بما لجميع أبنائه من الكفايات والأخلاق » على هذا النمط يسبق الكاتب الغد بنظرته الى عواقب اليـوم . فيخطو على مهل ويتجنب الوثبة ولا ينسى مواطن الزلل مع عشرات الأمل ، فلا نبوءة في الواقع هنا وانما هو ترتيب لسلسلة الحلقات يتبع بعضها بعضا ولا تأتى بجديد على غير انتظار . فالصناعة تقارب بين الأعمـال (۱) ترجمت ببعض الاختصار من كتاب صورة الغد لمؤلفه جورج صول The Shape of Tomorrow by George Soule 1994