صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/59

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الأوجال ومن الأشباح التي تساوره وتتعمق في وجدانه بما تغلغل فيه والأوهام . وبعد لأى جاوز الصحراء الى الأرض الباسمة ولكن بعد أن نسي كيف يبتسم ، وأصبحنا نرتاب ولا نصـدق بالصباح البهيج والنهار المنير ، نحسبه من الوهم الكاذب وتتشبث بالخرافة الباليـة والأسطورة الكامنة التي تملى لنا في حياة الخوف والكراهية ، ولا سيما کراهية ذواتنا والنظر الى أنفسنا كأننا بقية من المذنبين الخطاة . تلك .. فما يحتاج الانسان اليوم لخلاص نفسه الا أن يفتح قلبه لفرح الحياة ويدع الخوف يتسرب في ظلمات الغابر المهجور حماقة

وقد استوفى الأستاذ هانس كون - بحث الموضوع من ناحيته التاريخية السياسية ، فاستهل كتابه عن القرن العشرين بتفصيل أطوار الأمم التي سلفت منذ ثلاثة قرون وكان لها أثرها في ظهور القومية والعنصرية وحركات الاستعمار ومذاهب الحكم المطلق ومعارك الطبقات وسائر هذه الأطوار التي تعد من بعض وجوهها حواجز بين الأمم وتعد من حيث النظر الى نتائجها مقدمات لابد منها لتطور العلاقات بين الأمم من العزلة الى العالمية . وانتهى به المطاف الى تلخيص المعقبات التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية فقال في الفصل الرابع عشر من الكتاب : ان هذه الحرب قد جددت للديمقراطية قوتها الحيوية، وانه لا خطر على الأمم التي تدين بها من طغيان مذاهب الاستبداد على أنواعها ، وان حماية الأمم الديمقراطية لا تتم باعداد السلاح وحده لأن سلاح التفكير لازم لها لزوم العدة العسكرية ، وقد تعلم الأمريكيون في العشرين سنة الأخيرة أن يحرروا أنفسهم من العزلة المريحة وفهموا أن حدودهم لا عند شواطيء بلادهم ، وان ذلك لا يعني أن تفرض الدولة مشيئتها على لا تنتهى ا هه