صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/52

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

3 – الفض كان السؤال الشائع بين المشغولين بأمر الطيران في مطلع القرن العشرين : هل من الممكن أن يطير في الفضاء أثقل من الهواء ? جسم العلماء من وكان المرتابون في امكان ذلك كثيرين بينهم معدودة وخبراء الصناعة ، غلب على اعتقادهم وتفكيرهم أن الطيران لا يتأتى بغير وسيلة واحدة ، وهي وسيلة المناطيد التي تحملها القباب مملوءة بأنواع من الغاز أخف من الهواء ، وما عدا ذلك فهو خرق لقانون الطبيعة كما فهموه - وتقدم القرن العشرون الى منتصفه ، ثم جاوز منتصفه بسنوات فأصبح السؤال الشائع بعد نيف وخمسين سنة : هل من الممكن أن نستغنى عن لسل الطيارات ? لم يتغير شيء في هذه السنين من قوانين الحركة ولا من العلم الذي يرصدها ويتولى تطبيقها ، وانما تغير التطبيق فأصبح خبراء العلم نفسه يسألون عن امكان الاستغناء الهواء بعد أن كان السابقون لهم في مدى سنوات يحسبونه « وسطا » لا يصلح الطيران . وجواب الثقة هذا السؤال : نعم ! ان تزويد الطائرة بالأجهزة التي تدفعها في فضاء لا هواء فيه ممكن ، وان استخدام الوسائل الكيمية والكهربية يذلل الصعوبة التي كانت قبل الآن عصية على التذليل بغير الدفع الجوى ، فليس من المستحيل ولا من البعيد في الواقع أن تصنع الطيارة التي تجوب الأفلاك العليا فوق جو الأرض وبين آفاق السيارات، ولا تعرف الآن صعوبة فنية تحول دون الرحـلة الى الكواكب اذا عن {A