صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

النظرية في حين أنه من وجهة التنفيذ لا يستطاع سنة بعد سنة حسب الزيادة في عدد الأنفس خلال تلك السنة . وما لم يتيسر لنا اقلال النسل أو التعجيل بالانتاج فعلينا أن تتوقع من أعمال التصنيع أن أقاليم يجوع سكانها ويظلون زمنا طويلا في المستقبل جائعين ، وثمة خطر آخر نواجهه اذا أفضى قلق الشعوب المتخلفة الى اقامة الحكومات المستبدة محاكاة للاتحاد السوفيتي أملا في التعجيل بخطوات الادخار والتصنيع وتعميم الزراعة . وقد وقع ذلك فعلا في الصين ، وتحاول الهند أن تحقق برامج التصنيع على أساس النظم الديمقراطية في بيئة اقتصادية بعضها على نمط اشتراکی و بعضها خاضع للولاية الخاصة . فاذا استمر التصنيع واستمرت زيادة السكان وقلت الأطعمة واشتد القلق والتذمر فلا ندري هل تقوی الديمقراطية هنالك على مقاومة الطواريء التي خلقتها ويجوز أن تقضى عليها ؟ ففي هذه الأيام التي يتأتى فيها قلب النظام الديمقراطي بين ليلة ونهار يتعذر التحول من الاستبداد الى الديمقراطية ، لما يتوافر للحكام من ذرائع الاقناع والاخضاع « فاذا أمكن في الحقبة التالية أن تجنب الحرب النووية ، وأمكن الأقاليم المتخلفة في الوقت الحاضر أن تحقق برامج التصنيع فقد اقتربنا من الزمن الذي يتم فيه تصنيع العالم ويستطاع فيه أن نقيم أودنا باستخدام الأردأ فالأردأ من المواد الصالحة حتى نلجأ أخيرا الى صخور القشرة الأرضية والى غازات الهواء وأمواه البحار ، ويومئذ تكون صناعة المناجم قد زالت وخلفتها مصانع كيمية متشعبة الأغراض تتزود من الصخر والهواء وأمواه البحار وتفيض منها موارد تشمل الماء العذب والقوى الكهربائية ومواد الوقود السائل والمعادن . ومتى أفضى الانسان الى هـذه المرحلة من ثقافته فقـد بلغ الى الطريق التي لا رجعة فيها ، ۳۸