صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/234

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۲ – خاتمة في سطور - اذا أخذنا بالمقدمات التي رتبها الثقات في احصاءاتهم وآرائهم - وهي جديرة أن يؤخذ بها – فنحن أمام نتيجة منتظرة للمحها من وراء السنين عند نهاية القرن العشرين وبعد القرن العشرين ، ولا نقول اتنا أمام أمل مشروع وحسب ، فان الأمر هنـا الى الحساب أقرب منـه الى الرجاء . - وزيدة هذه النتيجة في سطور : ان موارد العالم كافية لسكانه ، وان التكافؤ بين عدد السكان ومقادير المؤن والأزواد مستطاع بفضل التقدم في العلم والصناعة وأحوال الاجتماع ، تعترضه عقبات قابلة للتذليل الا أن تكون عقبة الحرب العالمية التي يخشى أن تعاجل العالم قبل استيفاء مطالبه من التقدم والكفاية فلا يؤمن أن تطيح بجميع ما وعاه من حضاراته الماضية ومن حضاراته الصناعية القائمة أو المرجوة . ولا عصمة للإنسان تلك الحرب المحظورة الا أنها . كما يعلم – أخطر الأحوال التي بخشاها ، وانها الهول الذي لا يخشى بعده هول ولا يبقى بعده من بخشی فاذا انتفع بهذه العصمة فالعالم ماض في طريق الصلاح والأمان : تتعاون أممه وأجناسه ويبطل النزاع بين الطبقات في الأمة الواحدة ، وتئول « الشخصية الانسانية » مع تعاون الأمم والطبقات الى حياة منزهة من سموم العداء وضغائن المنافسة ، متفتحة لأشواق النفس الرفيعة وأمثلتها العليا ، فيمضى النوع الانساني في جملته الى غاية كماله ، ويبلغ الانسان الفرد ما في وسعه أن يبلغه باجتهاده وتيسير بيئته ، مالکا