صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/225

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الوعى الباطن واللاوعى وما اليها في أخـريات أيامه واستبدل بها ال ( ايد Id ) أو الطـوية وال ( ايجـو Ego) أو الـذات وال ( سوبر ایجو Super-Ego ) أو الذات العليا ، ولم يفصل بين دوافع هذه القوى الثلاث الا في حالات المرض والاختلال أو حالات الارتباك التي تعتري الأصحاب في حالات الكرب والشدة فلا يستقر لهم قرار الى أن تزول . وقد تراجعت مصطلحات فرويد الأولى إلى الصفوف التالية في مباحثه الأخيرة ولما تزل تشغل الصفوف الأولى في أعمـال الفنانين الذين تلقفوها بالسماع ولم يفهموا منها أولا وآخرا غير ما فهمه تراثرة الأسماء .. ومن المألوف أن تعزى كثرة الخوض في النفسانيات بين الحربين العالميتين الى قلق الأفكار وتوتر الأعصاب في هذه الفترة من جـراء الأزمات والشكوك التي تنتاب أبناء العصر فترهقهم وتلجئهم الى التنفيس عن صدورهم بهذه الأحاديث كما تلجىء العلماء والمفكرين الى البحث في أعراضها ووسائل علاجها ، ويشبه أن يكون هذا هو الواقع في تعليل كثرة الخوض في العوارض النفسية ، لولا ما نعهده من أخطائنا المتكررة عند المقارنة بين الحاضر والماضي في مسائل الشعور والعاطفة ، فما حضر أشد عندنا مما غير في مسائل الحر والبرد ومسائل السرور والألم ومسائل العافية والمرض ، ولا يبعد أن تكون أزمات القرن التاسع عشر أشـد وقعا على أبنائه من أزمات المحدثين بين الحربين العالميتين ، لأنه لم يخل قلاقله وشكوكه وثوراته وحروبه ومفاجآته وصدمات الخيبـة لأصحاب الآمال العامة والخاصة من أبنائه ، فاذا كانت أحاديث العقد النفسية لم تتردد في فنون القرن التاسع عشر كما ترددت في فنون القرن + ۲۲۱