صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الغذاء من الحيوان الا حيث تزيد حصة الفرد الواحد من « ولا يبدو أن الاختلاف في مقادير المحصول راجع الى أسباب تتعلق بالخصب والاقليم ، وانما يرجع على الأرجح الى درجة المعرفة الفنية ووفرة السكان . فنحن في الولايات المتحدة تعلم كل ما يعلمه اليابانيون من أساليب الزراعة ولا نعني مثل عنايتهم بتركيزها لأن هذا التركيز لا تدعو اليه الضرورة بعد ، مع زيادة حصة الفرد من الأفدنة . أما في آسيا عدا اليابان - فالناس يجوعون ، والحاجـة تدعو الى مضاعفة الانتاج ، ولكنهم لا يستخدمون وسائل التركيز لنقص المعرفة الفنية وصعوبة الحصول على أدواتها التي يحصل عليها في أوربة الغربية. « ويستعمل الأوربي مقدارا من المخصبات يساوي أكثر ما يستعمله الأمريكي ، وما يستعمله الياباني يساوي ضعف ما يستعمله الأوربي منها ، وقلما تستعمل المخصبات في الهند لندرتها وقلة ما يعلمه الفلاح الهندي عنها . ويقال مثل ذلك عن الخبرة بتحسين النبات على حساب وسائل انسائه وتربيته ووقايته من الآفات والأوبئة ، مما يجهله أبناء الأمم المتخلفة .. وقد ساعد ارتقاء الآلات كما ساعد ارتقاء وسائل التربية والوقاية على توفير محاصيل النبات . ولكننا حريون ألا نبالغ في جدوى الآلات فيما يتعلق بغلة القدان ، فان أكبر ما تجديه الآلات أن تزيد المحصول بنسبة اليد العاملة وتنقص ساعات العمل ، فيخلو الوقت للاشتغال بأعمال الصناعة ، وتلاحظ في الواقع علاقة وثيقة حيث تتقدم الصناعة بين نسبة التركيز وعدد الأيدي المتفرغة للزراعة . ففى اليابان التي تبلغ نسبة التركيز فيها أقصاها يستخدم نصف قوتها العاملة في انتاج هذه النسبة ، ويستخدم في أوربة الغربية عدد يتراوح بين الربع والثلث ، ولا يزيد عمال الزراعة في الولايات المتحدة على تسعة من كل ۱۸ .