صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/215

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

10 – الأسرة والمرأة بدأت قضية المرأة على حق يشوبه الغلط ، ولم يكن لها بد من البدء على الحق المشوب بالغلط والا تأخرت ، أو جمدت ، فلم تبدأ على وجه من الوجوه . بدأت في معمعة المطالبة بالحقوق : رعايا يطلبون حقوقهم من ملوكهم، وعبيد يطلبون حقوقهم من سادتهم ، وأجراء يطلبون حقوقهم من أصحاب الأموال ، وشعوب مغلوبة تطلب حقوقها من شعوب غالبة ، بل أبناء يطلبون حقوقهم من الآباء ، وعباد يطلبون حقوقهم من المعبود . فلما جاء دور المرأة في هذه المعمعة كانت مطالبتها بحقوقها خصومة جديدة في معترك الخصومات الكثيرة ، خصومة مع الرجل أو خصومة بين الجنسين ، وهذا هو موضع الغلط في قضيتها التي بدأت على حق لا ينكره ولا يجدى نكرانه بعد الانتباه اليه ، وكثيرا ما يبتدىء ء الانتباه اليه من الرجال قبل النساء . فمن الحق أن المرأة كانت مظلومة مسخرة قبل عصـور المعرفة والحرية ، ولكن الغلط في وضع قضيتها أن يكون هذا الظلم خصومة بينها وبين الرجل ، أو خصومة بين الجنسين . فان الجنسين معا كانا ضحية لعدو واحد لم يعرفاه الا على مهل وبعد ضلال بعيد عنه وعن منافذ الخلاص منه - كان الرجل ضحية جهله يوم كانت المرأة ضحية جهلها وجهله . وكان الرجل مظلوما يوم كانت المرأة مظلومة ، وكانت مسئولة الظلم - أو غير مسئولة – فهما على الحالين مستويان . هذا عن - ۲۱۱