صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/188

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الشعوب الانسانية أن تتجنب خطر الذرة كما تجنبت خطر الجراثيم .

والذرة المنشقة - بعد - ليست بالكلمة الأخيرة في علم المخترعين بأسرار الاشعاع وحركات الأثير ، فقد يعلمون بعد حين ما يجهلونه الآن من حركات الأمواج الأثيرية دفعـا وطردا وسرعة وبطئا فلا يستعصى عليهم أن يقابلوا الموجات المندفعة من شق الذرة بموجات تصدها وتلغيها ، ولا يعسر عليهم أن يهيئوا منطقة من الجو لتعديل الموجات الشعاعية وتوجيهها إلى الأعلى أو الى الأسفل أو الى الوجهة التي تتحول بها من الحركة الضارة الى الحركة السليمة ، وانه لحلم من أحلام العلم لو تحقق لكان في مخترعات الصناعة عصمة من بوائقها الجائحة ولم يوكل رجاء الناس كله الى عصمة الضمائر والأخلاق.

وسيتحقق هذا الحلم في بقية هذا القرن العشرين أو يظل من أحلام العلم والانسانية زمنا يعلمه الله . ولكن مسير العالم من التضامن الى التعاون لا يتوقف عليه . فاذا اشتبكت علاقات التضامن غاية اشتباكها فالتعاون بين الشعوب العالمية كائن لا محالة ضرورة واختيارا في حقبة من المستقبل القريب لا تطول بعد نهاية القرن العشرين.

١٨٤