صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/163

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولكن الخطر الذي لا يسهل اتقاؤه هو الخطر الذي لا يعرف موضعه ولا تعرف قوته ولا تعرف الساعة التي يطرأ فيها ، ونعني به خطـر الشهب والنيازك والمذنبات . فانها تتفرق في أنحاء الفضاء وتندفع على غير انتظار وتصدم الطائرة تارة بجسم صغير وتارة بجسم كبير ، وقوتها تختلف على حسب الحالتين وعلى حسب المادة التي تتكون منها ، وقد تكون أصلب من جدار الطائرة وأسرع من الطائرة وأشد اندفاعا وخطرا في حالة الاصطدام . تلك بعض المصاعب التي يواجهها الباحثون في طب الفضاء ، ولا يقال الآن انه أفلح في تحقيقها وحصر أضرارها . فأما التغلب عليها وتدبير علاجها فلا يدعيه أحد ثقات هذا العلم ، وهم في الوقت الحاضر جد قليلين نعم ان طب الفضاء قد استفاد معلومات كثيرة من تجارب الصواريخ التي تحمل الحيوانات الى مسافة بعيدة من الجو ، الا أننا نذكر « أولا » ان الصواريخ لا تتجاوز نطاق الجاذبية الأرضية ، ونذكر « ثانيا » أن جو الصاروخ شبيه من جميع الوجوه بالجو الذي نعيش فيه على سطح الأرض ، ونذكر « ثالثا » ان الصاروخ يصعد ويهبط في وقت قصير جدا بالقياس الى الرحلة بين الكواكب ، وتذكر أخيرا أن الحيوانات لا تتأثر بالعوامل النفسية والفكرية كما يتأثر بها الانسان اذا ومما يبحث عنه علماء طلب الفضاء حالة الجراثيم أو المكروبات في الآفاق العليا من جو الكرة الأرضية ، فهل تعيش الجراثيم ا وصلت الى تلك الآفاق ? وهل تفعل فعلها المعهود في الأجسام الحية والأجسام الميتة . لهذا قيل ان علماء طب الفراغ كانوا يترقبون فرصة نادرة بالكشف على جثة الكلبة التي قيل انها صعدت الى الجو على بعض الأقمـار 109