صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/149

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كله فيما يكون ، ومثل هذه الصورة للزمان لم تكن لتخطر أن يتجمع على بال الفلاسفة المحدثين أو لم تمتلىء أذهانهم بفكرة الحركة في الأثير كما تتراءى في سريان شعاع الضوء خلال الفضـاء ، فان الفيلسوف يعدو حدوده حين يقول بأصالة الحركة الزمانية قبل تجسم المادة ، اذا كان العالم – الموكل بالتجارب الحسية – يقول بأن المادة « مستمدة » من شعاع يسرى في فضاء . وانها حركة مجردة لا يعرف العلم المتحرك فيها وما هو مصدر الحراك على صورة الضوء أو على صورة ما Y الحرارة أو على صورة الكهرباء . هذا في نطاق البحوث الفلسفية . أما في نطاق البحوث العلمية فقد أصبح البحث فيما وراء المحسوسات خطوة طبيعية بعد تجريد المادة في الأثير من صبغتها المحسوسة ، فنشأ في أوائل القرن علم حـديث يسمى بالسيكولوجية المقارنة Parapsychology يدور البحث فيه على انتقال المشاهدات بغير وساطة الحواس ، ولا يزال هذا العلم معدودا من الخطوات الجريئـة بحكم التقاليد التي يطول أمدها بعد أوانها في عادات الكثيرين ، ولكن العلماء الذين باشروا التجربة في هذا العلم الحديث يرون أن الظواهر التي راقبوها لا تقبل التفسير بفرض من الفروض المصطلح عليها وأن المضى في التجربة أجدى وأقرب إلى الأمانة العلمية العدول عنها ، وذلك الحديث من بواكير النجاح . يقول الأستاذ راين Rhine جامعة ديوك Duke بالولايات المتحدة : « .. ان بعض الرواد السابقين في هذه المباحث كانوا من علماء الطبيعة النابهين ، كالسير اوليفر لودج والسير ويليام كروكس والسير ويليام باريت ، ثم حدث بين حين وحين أن كان يسهم في تلك المباحث بعض العلماء م - 10 القرن العشرون . شو . ١٤٥