صفحة:القرن العشرون ما كان وما سيكون (1951) - العقاد.pdf/135

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ومن أقرب النتائج الى موقف العلم الحديث من هـذه الفروض المسلمة أن نلغى كل ما وقر في اخلادنا عن النظر المجرد الى حقـائق الوجود ، فليست الكثافة هي الحقيقة كلها وليس الخفاء هو العدم كله ، وليس في المحسوسات على اطلاقها شيء واحد لا ينتهى بنا الى خفاء.

واذا عاب الماديون على الفكريين أنهم يتوارثون أوهام الأقدمين في المسائل الروحية ولا يتخلصون منها على ضوء العلم الحديث ، فمن واجبهم أن يذكروا نصيبهم من هذه الوراثة ومن هذا العجز عن الخلاص من بقايا القرون الخالية ، فما يزال في أذهانهم أثر – بل آثار – من صورة الأرض التي تقابل السماء وتناقضها في الجوهر والبناء ، فلا ثبوت عندهم الا لهذا القرار الذي يصدم القدمين ، ولا معنى عندهم لما بعد

الطبيعة، ولا يجوز عندهم أن تكون الطبيعة نفسها حقيقة وراء الحواس ووراء العقول .

۱۳۱